الحُزْنُ، ذُهِلَ
عَنْهُ العَقْلُ بَعْضَ الذُّهُولِ حَتَّى خَفَّ حُزْنُهُ، هَذَا مَعْنًى لاَ
يَحْتَاجُ لِطُولِ تَفْكِيرٍ فِيهِ». انْتَهَى.
وَقَدْ ذَكَرَ
الأُسْتَاذُ مُحَمَّدُ عَبْد الغَفَّارِ الهَاشِمِيُّ الأَفْغَانِيُّ فِي شُرْبَ
الدُّخانِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ مَرَضًا وَبَيَّنَّهَا وَاحِدًا وَاحِدًا فِي
رِسَالَةٍ سَمَّاهَا: «مَصَائِبَ الدُّخانِ».
ذِكْرُ نَمُوذَجٍ مِنْ أَقْوَالِ الأَطِبَّاءِ فِي مضار الدُّخَّانِ
وَبَعْدَ أَنْ
نَقَلنَا جُمْلَةً مِنْ أَقْوَالِ عُلَمَاءِ الشَّرِيعَةِ فِي حُكْمِ الدُّخانِ
يَحْسُنُ أَنْ نَنْقُلَ أَيْضًا جُمْلَةً مِنْ أَقْوَالِ الأَطِبَّاءِ فِي بَيَانِ
أَضْرَارِهِ وَمَا يُسَبِّبُهُ مِنَ الأَمْرَاضِ الخَطِرَةِ.
لِلدُّكْتُورِ
الأَلمَانِيِّ هِرْبِرْتَ وَيلسن كِتَابٌ عُنْوَانُهُ: «كَيْفَ تبطلُ
التَّدْخِينَ» كَتَبَ عَلَى غُلاَفِهِ هَذِهِ العِبَارَةَ: «إِذَا
قَرَأْتَ هَذَا الكِتَابَ وَلَمْ تَتْرُكْ الدُّخانَ فَإِنَّ ثَمَنَهُ سَيُعَادُ
لَكَ». قَالَ فِي هَذَا الكِتَابِ بَعْدَ أَنْ ذَكَرَ إِحْصَائِيَّاتٍ عَنِ
الإِصَابَةِ بِسَرَطَانِ الرِّئَةِ بِسَبَبِ تَعَاطِي الدُّخانِ مَا نَصُّهُ:
«وَمِمَّا لاَ يُمْكِنُ تَصْدِيقُهُ أَنَّ شَخْصًا يَتَمَتَّعُ بِعَقْلٍ صَحِيحٍ
وَيَطَّلِعُ عَلَى هَذِهِ الإِحْصَاءَاتِ يَسْتَمِرُّ فِي التَّدْخِينِ. وَلَكِنْ
مِنَ الظَّاهِرِ أَنَّ عَادَةَ التَّدْخِينِ تَكَادُ تَكُونُ مِنْ حَيْثُ
مَضَارّهَا مِثْلَ عَادَةِ شُرْبِ الخَمْرِ». ا هـ.
وَقَالَ أَيْضًا فِي
صَفْحَةِ (47): «وَقَدْ وَجَدَ الأَطِبَّاءُ الثَّلاَثَةُ: «آرب. وَميز. وبِرجِر»
فِي التَّجَارِبِ الَّتِي أَجْرَوْهَا عَلَى المُدَخِّنِينَ أَنَّ التَّدْخِينَ
يُسَبِّبُ تَقَلُّصَ الأَوْعِيَةِ الدَّمَوِيَّةِ فِي الأَطْرَافِ. وَفَوْقَ
ذَلِكَ وَجَدُوا أَنَّ تَدْخِينَ سِيكَارة وَاحِدَة أَوْ سِيكَارَتَين كَافٍ
لأَِنْ يَخْفِضَ حَرَارَةَ الجِلدِ فِي أَطْرَافِ الأَصَابِعِ». ا هـ.