وَيَقُولُ: «سير
بَاركلي موينهان» وَهُوَ عَلَمٌ بَيْنَ جَرَّاحِي إِنْكِلتِرَا المَعْرُوفِينَ:
«أَنَّ لِلتَّدْخِينِ اليَدُ الطُّولَى فِي إِحْدَاثِ قُرُوحِ المَعِدَةِ، فَهُوَ
يُؤَثِّرُ فِي غُدَدِ المَعِدَةِ تَأْثِيرًا بَلِيغًا وَيَزِيدُ إِفْرَازَهَا
لِلعُصَارَةِ الَّتِي تَحْوِي عَلَى حَامِضِ «الهَيدْرُوكْلُورِيك» وَهَذِهِ
الزِّيَادَةُ لاَ تَدْعُو إِلَى تَقَرُّحِ المَعِدَةِ فَقَطْ بَل تَمْنَعُ
شِفَاءَهَا فِي حَالَةِ حُدُوثِهَا. وَمِنْ أَفْعَالِهِ أَيْضًا إِحْدَاثُ قُرُوحٍ
فِي العِفج «أَي: المُصْرَانُ الاثْنَى عَشْرِيّ» وَيَأْبَى كَثِيرٌ مِنَ
الأَطِبَّاءِ فِي العَالَمِ مُعَالَجَة أَيَّة حَالَةٍ مِنْ حَالاَتِ القُرُوحِ
المعَوِيَّةِ وَالمعديةِ إلاَّ إِذَا امْتَنَعَ المُصَابُ بِهَا عَنِ
التَّدْخِينِ. هَذَا وَقَدْ تَحَقَّقَ الأَطِبَّاءُ مُنْذُ عَهْدٍ بَعِيدٍ أَنَّ
لِلتّبغِ عَلاَقَةً قَوِيَّةً بِمَرَضِ السُّلِّ، وَيُلاَحَظُ مِنَ السِّجِلاَّتِ
الطِّبِّيَّةِ أَنَّ دَمَ مُدْمِنِي التَّدْخِينِ تَكُونُ مُقَاوَمَته لِفتكَات
جَرَاثِيمِ السُّلِّ أضعف مِنْ مُقَاوَمَةِ غَيْرِهِمْ، وَأَنَّ شِفَاءَهُمْ
يَتَوَقَّفُ إِلَى حَدٍّ عَظِيمٍ عَلَى هَجْرِ التّبغِ هَجْرًا تَامًّا. وَنَقُولُ
بِالإِجْمَالِ: إِنَّ جَمِيعَ الأَمْرَاضِ الَّتِي تُصِيبُ الجِهَازَ
التَّنَفُّسِيَّ هِيَ أَكْثَرُ انْتِشَارًا بَيْنَ المُدَخِّنِينَ، إِلَى أَنْ
قَالَ: وَيُجْمِعُ الثِّقَاتُ المُتضَلعُون مِنْ عِلمِ وَظَائِفِ الأَعْضَاءِ
أَنَّ التَّبْغَ سُمٌّ قتال لِلقُلُوبِ وَيَقُولُونَ: إِنَّ الذَّبْحَةَ الصَّدْرِيَّةَ
«وَجَعٌ يَكُونُ فِي الحَلقِ وَالصَّدْرِ «وَالقطع» البهر وَانْقِطَاعِ النَّفسِ»
يُصِيبَانِ المُدَخِّنِينَ أَكْثَر مِمَّا يُصِيبَانِ غَيْرِهِمْ، إِلَى أَنْ
يَقُولَ: وَلاَ شَكَّ فِي أَنَّ التَّأْثِيرَ السَّيِّئَ الَّذِي يُحْدِثُهُ
التّبغُ فِي القَلبِ وَالشَّرَايِينِ هُوَ مِنْ أَقْوَى العَوَامِلِ الَّتِي
دَعَتْ إِلَى اسْتِفْحَالِ أَمْرَاضِ القَلبِ وَالأَوْعِيَةِ الدَّمَوِيَّةِ
وتَفَاقُمِهَا تَفَاقُمًا ذَرِيعًا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ، وَقَدْ كَثُرَتْ
شَهَادَاتُ الوَفياتِ الَّتِي نَقْرَأُ فِيهَا هَذِهِ الكَلِمَاتِ: «السَّكْتَةُ
القَلبِيَّةُ» أَوْ «فَلس القَلبِ وَهُبُوطِهِ» وَكَانَ يَجِبُ أَنْ نَقْرَأَ
فِيهَا «السَّكْتَة القَلبِيَّة» أَوْ «فَلسِ القَلبِ النَّاشِئِ عَنْ إِدْمَانِ
النِّيكُوتِين».