×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثاني

وقال الحافظُ ابنُ حجرٍ في «فتح الباري» (10/ 384) بعد ذِكْرِه لملخَّصِ كلامِ النَّوويِّ هَذَا: «قلت: ويؤيِّدُ التَّعميمَ فيما له ظلٌّ، وما لا ظلَّ له ما أخرَجَه أحمدُ من حديثِ عليٍّ رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «أَيُّكُمْ يَنْطَلِقُ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلا يَدَعُ بِهَا وَثَنًا إلاَّ كَسَرَهُ، وَلا صُورَةً إلاَّ لَطَّخَهَا - أيْ: طمسَها -...» الحديثُ، وفيه: «مَنْ عَادَ لِصَنْعَةِ شَيْءٍ مِنْ هَذَا، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم » ([1]). ا هـ.

وقال الحافظُ في «فتح الباري» (10/ 390) في أثناءِ كلامِه على حدِيثِ عائشةَ: «إِنَّ أَصْحَابَ هَذِهِ الصُّوَرِ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ» ([2])، قال: «ويستفادُ منه أنَّه لا فرقَ في تحرِيمِ الصُّورِ أن تكون الصُّورُ لها ظلٌّ أو لا، ولا بين أن تكون مدهونةً أو منقوشةً أو منقورةً أو منسوجةً». ا هـ.

وقال الشَّوكانِيُّ في «نيل الأوطار» (2/ 108) في أثناءِ كلامِه على حديثِ ابنِ عمرَ: «الَّذِينَ يَصْنَعُونَ هَذِهِ الصُّوَرَ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ» ([3])، وحديثِ ابن عبَّاسٍ: «كُلُّ مُصَوِّرٍ فِي النَّارِ» ([4])، قال: «الحديثانِ يدلاَّنِ على أنَّ التَّصويرَ من أشدِّ المحرَّماتِ للتَّوعُّدِ عليه بالتَّعذيبِ بالنَّارِ وبأنَّ كلَّ مصوَّرٍ من أهلِ النَّارِ، ولوُرُودِ لعنِ المصوِّرين في أحاديثَ أخر، وذلك لا يكونُ إلاَّ على محرَّمٍ متبالِغٍ في القبحِ...، إِلَى أن قال: وظاهِرُ قوله: «كُلُّ مُصَوِّرٍ»، وقوله: «بِكُلِّ صُورَةٍ صَوَّرَهَا» ([5]) أنَّه لا فرقَ بين المطبوعِ في الثِّيابِ وبين ما له جرمٌ مستقلٌّ، ويؤيِّد ذلك ما في حديثِ عائشةَ


الشرح

([1])أخرجه: أحمد رقم (657).

([2])أخرجه: البخاري رقم (2105)، ومسلم رقم (2107).

([3])أخرجه: البخاري رقم (5951)، ومسلم رقم (2108).

([4])أخرجه: مسلم رقم (2110)

([5])أخرجه: مسلم رقم (2110).