×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثاني

شَهِدَ الوحيَ والتَّنزيلَ عندَ الشَّيخَيْنِ حديثٌ مُسْنَدٌ. وقال في موضعٍ آخرٍ من كتابِهِ: هو عندنا في حُكْمِ المرفوعِ. وهذا وإن كان فيه نظرٌ فلا ريبَ أنَّه أولى بالقبولِ من تفسيرٍ من بعدَهُم، فهُمْ أعلمُ الأمَّةِ بمرادِ اللَّهِ عز وجل في كتابِهِ، فعليهم نزَلَ، وهُم أوَّلُ من خُوطِبَ به من الأمَّةِ، وقد شاهَدُوا التَّفسيرَ من الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم علمًا وعمَلاً، وهم العَرَبُ الفُصحَاءُ على الحقيقةِ فلا يُعْدَلُ عن تفسِيرِهِم ما وجد إليه سَبيلٌ»، انتهى من «إغاثة اللَّهفان»، وبه وبما قبله من القولِ تَعْلَمُ أنَّ تفسيرَ «لهو الحديثِ» بالغناءِ هو القولُ الرَّاجحُ.

وإن فسَّرَ «لهو الحديث» بالباطلِ دخلَ الغناءُ دُخولاً أوَّليًا فيه كما لا يَخْفَى، واللَّه أعلم.

****


الشرح