وامتنعَ صلى الله
عليه وسلم من دخولِ بيتِ عائشةَ رضي الله عنها منْ أَجلِ نمرقةِ فيها تصاويرٌ ([1])، وامتنعَ منْ دخولِ
بيتِ عليِّ بنِ أبى طالبٍ رضي الله عنه لمَّا رَأَى فيهِ تصاويرُ ([2])، فدلَّ ذلكَ على
أنَّهُ لا يجوزُ مشاهدةُ الصُّورِ في البيتِ ولا في السِّينما ولا في غيرِهَا ولا
دخولِ مكانٍ تُعرَض فِيهِ.
وكشاهدٍ على ما
ذكرْنَا من أنَّه لا يمكنُ خلوُّ السِّينما من المحاذيرِ والشُّرورِ وأنَّها أداةُ
شرٍّ، ننقلُ لكَ جملةً من أقوالِ من عَرِفوا تلكَ الأضرارَ في السِّينما فحذَّرُوا
منها:
قالَ في كتابِ «النَّهضة الإصلاحيَّة» صحيفةُ (357) وهو يعدِّدُ جملةً من المنكراتِ قال: «ومنها وقوعُ نظرِ النِّساءِ على الصُّورِ المتحرِّكةِ - السِّينما - ذلكَ أنَّ تلكَ الشَّاشةَ البيضاءَ كما يسمُّونَهَا لا تخلُو أبدًا من مناظرٍ فاجرةٍ تمثِّلُ الفسقَ والغرامَ والهيامَ المفرطَ الَّذي جاوزَ الحدَّ. ومعروفٌ أنَّ النُّفوسَ مجبولةٌ على التَّقليدِ، ولها منَ الإحساسِ ما يتحرَّكُ ويُهَيَّجُ إذا رُؤِيَ المحرِّكُ المهيِّجُ. وأيُّ مهيَّجٍ أقْوَى و أشدُّ من هاتيك المناظرِ المتعمَّدةِ المقصودةِ للتَّهييجِ؟ وكيفَ لا تسارِعُ المرأةُ ناقصةُ العقلِ والدِّينِ كلَّ المُسَارعةِ إلى تقليدِ ما ترى على الشَّاشةِ البيضاءِ؛ من ترامٍ في الأحضانِ وتضامٍّ وعناقٍ وتقبيلٍ وما يتلو ذلكَ؟ إنَّ منْ لا يقولُ: إنَّ المرأةَ تتأثَّرُ بهذه المناظرِ تأثرًا خطرًا، يكونُ مريضَ العقلِ فاقدَ الإحساسِ عادمَ التَّقديرِ. لا أتردَّدُ أنا في ذلكَ، ولقدْ هيَّأتِ الفرصُ أن أتكلَّمَ في هذه النُّقطةِ مع سيِّداتٍ ممَّن تعوَّدنَ الذَّهابَ إلى حيثُ الصُّورِ المتحرِّكةِ فلم يتردَّدنَ في موافقَتِي على أنَّ تلكَ المناظرَ تؤثِّرُ عليهنَّ كلَّ
([1])أخرجه: البخاري رقم (2105)، ومسلم رقم (2107).