التَّأثيرِ، ولقد أخبرتْنِي سيِّدةٌ رأتْ في
تلكَ الشَّاشةِ صدورَ حربٍ فيها كرٌّ وفرٌ وتصادمٌ وهجومٌ وطعنٌ وضربٌ وإطلاقُ
نيرانٍ وما إلى ذلكَ من فنونِ الحروبِ المهلكةِ، تقولُ لي - وزوجُهَا الَّذي
يُرْغِمُها الذَّهابُ إلى تلكَ المناظرِ يسمعُ -: إنِّي لم أقمْ من ذلكَ المكانِ
بعدَ رؤيةُ هاتيك الصُّورِ إلاَّ وكُلِّي رعبٌ وفزعٌ لا يتَّصلُ منِّي عضوٌ
بالآخرِ من شدَّةِ ما نَزَلَ بي من التَّأثُّرِ. وهي تريدُ أن تقولَ لي بتلكَ الحكايةِ:
إنَّ كلَّ منظرٍ مؤذٍ يؤثِّرُ في موضوعِهِ. فإذا كانَ على الشَّاشةِ صورٌ
غراميَّةٌ أثَّرتْ أَثَرَها في النُّفوسِ للحدِّ الَّذي يفْهَمُه من يعرفْ قوَّةَ
الطَّبيعةِ الحيوانيَّةِ في الإنسانِ». ا هـ.
وجاءَ في «مجلَّة
الأزهرِ» (26/ 442) ما نصُّهُ: «وبحثُ مشكلةِ السِّينما في مصرَ متشعِّبُ
النَّواحي فقدْ تبحثُ باعتبارِهَا فنًّا من الفنونِ أو صناعةٍ من الصِّناعاتِ، أو
أداةٍ ووسيلةٍ حيويَّةٍ لتوجيهِ الشَّعبِ وتثقيفِهِ وإرشادِهِ وهي النَّاحيةِ
الَّتي سنعرِّضُ لها هُنَا، لنتبيَّنَ إلى أيِّ مدًى استطاعتِ السِّينما أن
تحقِّقَ هذه الوظائفُ القوميَّةُ في المجتمعِ المصريِّ، وأنَّ من يتتبَّعَ
الأفلامَ المصريَّةَ، ويشاهدُ منها الكثيرُ والكثيرُ وهي وفيرةُ العددِ ليخرجَ
بحقيقةٍ واحدةٍ لا يستطيعُ عنها حولاً، وإنْ أكثرَ من المشاهدةِ والتَّدقيقِ
وتَعِبَ في الفحصِ والاختبارِ، هذه الحقيقة ُالوحيدةُ هي أنَّ الأفلامَ قد فَشَلَت
فشلاً ذريعًا في تحقيقِ الأهدافِ المذكورةِ، وعجزتْ عجزًا تامًا عن أداءِ الوظائفِ
الحيويَّةِ في خدمةِ الإرشادِ العامِّ في المجتمعِ المصريِّ مُؤثِرةُ عناصرِ
التِّجارةِ على عنصرِ التَّوجيهِ ومُطْرِحةٌ لعنصرِ الفنِّ ضاربةُ الصَّفحِ إلاَّ
عنِ ابتزازِ الأموالِ». ا هـ.