×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثاني

المقدمة

﴿فَلَا تُزَكُّوٓاْ أَنفُسَكُمۡۖ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَنِ ٱتَّقَىٰٓ [النجم: 32]

الحَمْدُ للَّه القَائل فِي كتابِهِ الكَريم: ﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمۚ بَلِ ٱللَّهُ يُزَكِّي مَن يَشَآءُ وَلَا يُظۡلَمُونَ فَتِيلًا [النِّساء: 49] والصَّلاة والسَّلام عَلَى نَبيِّنا مُحمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وأَصْحَابه، نهى عن الشِّرْك ووسائلِهِ نُصحًا للأُمَّة، وحمايةً لَهَا ممَّا يضُرُّها، ويَخُلُّ بعَقيدَتها، وَتبعهُ عَلَى ذَلِكَ صحابتُهُ الأَكْرَمُون ومَنْ جاء بَعْدهُم من أئمَّة الدِّين، فَحذَّرُوا من الغُلُوِّ فِي الصَّالحين، ومن إحْيَاء آثَار المُعظَّمين لمَا يُفضي إلَيْه من الشِّرْك باللَّه عز وجل، فقَدْ نَهَى صلى الله عليه وسلم عن البنَاء عَلَى القُبُور، وعَنْ تَجْصيصها، والكتَابة عليها، وإسْرَاجها كما ثَبَت ذَلِكَ فِي الأحاديث الصَّحيحة، كُلُّ ذَلِكَ من أجل سدِّ الطُّرُق المُفْضية إِلَى الشِّرْك، وخوفًا عَلَى الأُمَّةُ من الوُقُوع فيه، كما وقعت فيه الأُممُ السَّابقةُ عَنْ طَريق هَذِهِ الوسائل.

أقُولُ هَذَا بمُنَاسبة أنَّني اطَّلعتُ عَلَى مَقالةٍ للدُّكتُور الشَّيخ: عُمر كامل فِي الرِّسالة «عدد الجُمُعة 18 مُحرَّمُ 1424 هـ، مُلْحق جريدة المدينة» عُنْوانها: لا خوف عَلَى بلاد الحَرَمين من الشِّرْك والوثنيَّة، وكيف يقُولُ هَذَا وإبْرَاهيم الخليلُ الَّذي بنى الكعبةَ، وَكَسر الأصنامَ بيده لَمْ يأمن عَلَى نفسِهِ من الوُقُوع فِي الشِّرْك، ودعا ربَّه بقولِهِ: ﴿رَبِّ ٱجۡعَلۡ هَٰذَا ٱلۡبَلَدَ ءَامِنٗا وَٱجۡنُبۡنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعۡبُدَ ٱلۡأَصۡنَامَ [إبراهيم: 35]  وَنبيُّنا مُحمَّد صلى الله عليه وسلم يقُولُ لأصحابِهِ: «إِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتَّخِذُونَ الْقُبُورَ مَسَاجِدَ، ألا فَلاَ تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ! فَإِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ» ([1])،


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (532).