تعلُّم العُلُوم الدُّنيويَّة
لا يمنعُ من بقاء المناهج الشَّرعيَّة
الحمدُ للَّه وَحْدَه وبَعْد:
فَقَد اطَّلعتُ عَلَى ما كَتَبهُ الأُستاذُ عَبدُ العَزيز القَاسم فِي
صَحيفة «الوَطَن» خلاَل عَدَدين من مُدَاخَلةٍ تَعْقيبيَّةٍ عَلَى ما كتبتُهُ فِي
مجلَّة الدَّعوة من استنكارٍ للحَمْلة الشَّعواء المُطَالبة بتَغْيير المَنَاهج
الدِّراسيَّة فِي مدارسنا تأثُّرًا بالدِّعايات المُضلِّلة الَّتي تزعُمُ أنَّ
هَذِهِ المَنَاهج تُغذِّي الإرهاب.
وقَدْ أطال الكاتبُ المقَالَ بما مَضمُونُهُ تأكيد ما قُلتُهُ أنَّ هُناكَ
حَمْلةً شعواءَ تُشَنُّ ظُلمًا وعُدوانًا عَلَى مَنَاهجنا الدِّراسيَّة الَّتي
تُرسِّخُ العقيدةَ الصَّحيحةَ، وتُربِّي عَلَى الأخْلاَق الفَاضلَة، وتُزوِّدُ
الطُّلاَّبَ بالمَعْلُومات الشَّرعيَّة واللُّغويَّة الصَّحيحة، ولقَدْ أثْبَت
القاسمُ ضمن تِلْكَ المُدَاخلة وُجُود تِلْكَ الحَمْلة عَلَى هَذِهِ المَنَاهج
القيِّمة من دَاخل بلاَدنا، وهُو أحدُ الأفْرَاد القَائِمِين بها، هَدَانا اللَّه
وإيَّاهُمْ للصَّواب، ولَمْ يُبيِّن هُو ولا زُملاؤُهُ فِي تِلْكَ الحَمْلة ما هي
المآخذُ عَلَى تِلْكَ المَنَاهج، وحتَّى يُنْظرَ فيها من قِبَلِ أهل البَصيرة
والعِلْمِ.
وقَدْ يُسمُّون ما يُنادُون به تغييرًا، وقَدْ يُسمُّونهُ تَطْويرًا،
وهَذَا التَّغييرُ والتَّطويرُ مُجملٌ، فإنْ كَانَ تطويرًا إِلَى مُستوًى أعْلَى،
وذَلِكَ بأنْ تُكثَّف دِرَاسةُ العُلُوم الشَّرعيَّة، ويُخْتارُ لها الكُتُبُ
الأصليَّةُ والمُفيدةُ، حتَّى يُلمَّ الطُّلاَّبُ بمَعْرفة العَقيدة والأحْكَام
الشَّرعيَّة، فهَذَا تغييرٌ وتطويرٌ من حَسَنٍ إِلَى أَحْسَن، وهُو مطلُوبٌ
ومرغُوبٌ؛ بشَرْط أن يَتولَّى النَّظر فِي ذَلِكَ
الصفحة 1 / 325