×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثاني

الموقفُ الصَّحيحُ من الصَّحوة الإِسْلاَميَّة

الحَمْدُ للَّه ربِّ العَالَمين، والصَّلاة والسَّلام عَلَى نَبيِّنا مُحمَّدٍ وآلِهِ وصحبِهِ، وبَعْد:

فَالصَّحوةُ الإِسْلاَميَّةُ لَيْست وَليدة هَذِهِ الأيَّام أوْ هَذَا العَصْر، وإنَّما بدأت مُنذُ بَعَث اللَّه نبيَّه مُحمَّدًا صلى الله عليه وسلم بدين الإِسْلاَم، وَدَخل النَّاس فيه أفرادًا وجَمَاعاتٍ. وما زال الخيرُ - وللَّه الحمدُ - يَتوَالى فِي هَذِهِ الأُمَّة كَمَا قَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الحَقِّ ظَاهِرِينَ لاَ يَضُرُّهُم مَنْ خَذَلَهُم وَلاَ مَن خَالَفَهُم حَتَّى يَأتِيَ أَمرُ اللهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ» ([1])، فرُغْم الصِّراع المُستمرِّ بَيْن الحقِّ والبَاطل، فلا يَزَالُ دُعاةُ الحقِّ وأنصارُهُ سَائرينَ عَلَى المَنْهج الصَّحيح، وَقَائمينَ بالدَّعوة إلَيْه، ولَمْ تكُن الأُمَّةُ فِي وَقْتٍ من الأَوْقَات نائمةً كُلَّها، أوْ ضالَّةً كُلَّها إِلَى أنْ يَسْتيقظ فئةٌ من النَّاس تُسمِّي نَفْسَها أو يُسمِّيها غيرُهَا بالصَّحوة الإِسْلاَميَّة، إذ هَذَا معناهُ تَضْليل العَالَم الإِسْلاَميِّ كُلِّه قبل أن يَصْحُو هَؤُلاَء، وهَذَا مُخالفٌ لقَوْله صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الحَقِّ»، وقولُهُ صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَجْتَمِعُ أُمَّتِي عَلَى ضَلاَلَةٍ» ([2])، وقَدْ ظَهرَ مصداقُ ما أَخْبَر به النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم منَ اسْتِمْرَار الخير فِي هَذِهِ الأُمَّة، وَعَدم انقطاعِهِ فِي وَقْتٍ من الأَوْقَات إِلَى أنْ تقُومَ السَّاعةُ بظُهُور الدُّعاة المُصْلحين، والأئمَّة المُجدِّدين من أمْثَال الأئمَّة الأرْبَعة، والمُحقِّقين من أتْبَاعهم، كشَيْخ الإِسْلاَم ابن تَيْمية وَتَلاميذه، وَشَيخ الإِسْلاَم مُحمَّد بْن عَبْد


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (1920).

([2])أخرجه: ابن ماجه رقم (3950).