الوهَّاب، والحُكُومة السُّعُوديَّة، وَجَماعة
أنصار السُّنَّة فِي مصرَ والسُّودان، وغَيْرهما من بلاَد الإِسْلاَم، وَجَماعة
أَهْل الحَديث السَّلفيِّين فِي الهند وغَيْرها، وغَيْرهم من دُعَاة الحقِّ
والعَامِلِين به فِي مُخْتلف البلاَد الإِسْلاَميَّة، وما حَصَل الآنَ فِي بلاَد
المُسْلِمِين من إقْبَال كَثِيرٍ من الشَّباب عَلَى الإِسْلاَم والتَّمسُّك به،
فَإنَّما هُوَ من ثَمَرات جُهُود هَؤُلاَء الدُّعاة المُصْلحين، والأئمَّة
المُجدِّدين وأتْبَاعهم، فَهُو لم يَحْصل فراغًا، ولا نَتيجة صُدْفةٍ، وإنَّما هُو
اسْتِمْرارٌ للخير فِي هَذِهِ الأُمَّة، وَإنَّما تزكُو هَذِهِ الصَّحوة وتَسْلم
من الانْتقَاد متى ما سَارَت عَلَى مَنْهج هَؤُلاَء الدُّعاة المُصْلحين،
والسَّلَف الصَّالحين، مُستمدَّةً مَنْهجهَا من الكتَاب والسُّنَّة، وما عَلَيْه
سلفُ الأُمَّة، بَعيدةً عن الانْتمَاءات المُخَالفة لمَنْهج السَّلف، وأنْ يكُونَ
هَدفُها مَعْرفة الحقِّ، والعَمَل به، والدَّعوة إلَيْه، ومَعْرفة البَاطل
وَاجْتنَابه، والتَّحذير منهُ، لاَ يكُونُ هَدفُها طَلَبَ الرِّئاسة، والعُلُوَّ
فِي الأَرْض، والخُرُوجَ عَلَى جَمَاعة المُسْلِمِين، وشقَّ عصا الطَّاعة، فإنَّ
هَذَا لَيْسَ هُو مَنْهج الدَّعوة الصَّحيحَة، ولا هُو مَنْهج السَّلف، وإنَّما
هُوَ مَنْهج الخَوَارج والمُعْتزلة المُنْحرفين عن مَنْهج الكتَاب والسُّنَّة، وما
كَانَ عَلَيْه السَّلفُ الصَّالحُ، فَكانُوا سُبَّةً في التَّاريخ، وجُرْحًا فِي
جِسْمِ الأُمَّة، نسألُ اللَّهَ أن يَهْدي ضالَّ المُسْلِمِين إِلَى الصَّواب.
ويُثبِّت مُهْتديهم عَلَى الهُدَى، وصلَّى اللَّهُ وسلَّم عَلَى نبيِّنا مُحمَّدٍ
وآلِهِ وصحبِهِ.
****
الصفحة 2 / 325