لحِقْدٍ قَدِيمٍ وَداءٍ دَفِينٍ، كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَلَن تَرۡضَىٰ عَنكَ ٱلۡيَهُودُ وَلَا ٱلنَّصَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمۡۗ قُلۡ إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلۡهُدَىٰۗ وَلَئِنِ ٱتَّبَعۡتَ أَهۡوَآءَهُم بَعۡدَ ٱلَّذِي جَآءَكَ مِنَ ٱلۡعِلۡمِ مَا لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن وَلِيّٖ وَلَا نَصِيرٍ﴾ [البقرة: 120]، ﴿ٱلَّذِينَ ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ يَعۡرِفُونَهُۥ كَمَا يَعۡرِفُونَ أَبۡنَآءَهُمۡۖ وَإِنَّ فَرِيقٗا مِّنۡهُمۡ لَيَكۡتُمُونَ ٱلۡحَقَّ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ﴾ [البقرة: 146]، إنَّ ما نَسْمعُهُ الآنَ من افْتِرَاءٍ عَلَى الإِسْلاَم والمُسْلِمِين عُمُومًا، وَعَلَى هَذِهِ البلاَد «بلاَد الحَرَمين الشَّريفين» خُصُوصًا؛ لأنَّها مَنْبعُ الإِسْلاَم، ومُنْطلق العَقيدة الصَّحيحة لَيْسَ بغَريبٍ ولا جَدِيدٍ، فاللَّهُ تَعَالى يقُولُ: ﴿وَلَا يَزَالُونَ يُقَٰتِلُونَكُمۡ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمۡ عَن دِينِكُمۡ إِنِ ٱسۡتَطَٰعُواْ﴾ [البقرة: 217]. ويقُولُ: ﴿وَدُّواْ لَوۡ تَكۡفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَآءٗۖ﴾ [النِّساء: 89]. ويقُولُ: ﴿وَإِذَا لَقُوكُمۡ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوۡاْ عَضُّواْ عَلَيۡكُمُ ٱلۡأَنَامِلَ مِنَ ٱلۡغَيۡظِۚ﴾ [آل عمران: 119]، إنَّهُمْ لا يُرْضيهم عنَّا إلاَّ أَنْ نَنْسلخَ من دِينِنا، ونَتْرُك قُرْآننا، وسُنَّة نبيِّنا، ونَمْشي عَلَى مُخطَّطاتهم، ولذَلِكَ هُمْ يَدْعُوننا إِلَى أنْ نُغيِّر مَنَاهجنَا الدِّراسيَّة القَائمَة عَلَى الكتَاب والسُّنَّة، ونُغيِّر بَرَامج إعْلاَمنا حتَّى تنقطعَ صِلَتُنا بالإِسْلاَم، فيَسْهل لهُمْ قِيَادنا، ويحتلُّوا بلادَنا، حتَّى قَالَ أَحدُ أقْطَابهم فِي مُؤْتمرٍ من مُؤْتَمراتهم الإجراميَّة ما مَعْناهُ: «لا تَطْمَعُوا فِي زَحْزحة المُسْلِمِين عن دِينِهم إلاَّ بإزالة الكَعْبة، وإبعاد المُصْحف عن أَيْديهم»، وليسَ العجبُ بأن يصدُرَ هَذَا العداءُ منهُم، فالشَّيءُ من معدنِهِ لا يُسْتغربُ، وإنَّما العجبُ من قَوْمٍ من جِلْدَتنا، ويَتَكلَّمُون بأَلْسنَتنا، تَأثَّرُوا بهَذِهِ الفِكْرَة فَصَارُوا الآنَ يُنادُون بتَغْيير المَنَاهج الدِّراسيَّة، وتَغْيير بَرَامج الإعْلاَم الإِسْلاَميَّة، زَاعِمِين كذبًا أنَّ هَذِهِ المَنَاهجَ مَصْدر الإرْهَاب والتَّطرُّف تأثُّرًا بدِعَايَات الكُفَّار والمُنَافقين: تَشَابهت أقوالُهُم، فَصَارُوا ينفرُون من حِفْظِ كتاب اللَّه