وَقَالَ تَعَالَى لنبيِّه: ﴿ٱدۡعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ﴾ [النحل: 125] إِلَى قوله تَعَالَى: ﴿وَٱصۡبِرۡ وَمَا صَبۡرُكَ
إِلَّا بِٱللَّهِۚ﴾ [النَّحل: 127].
6- عَلَى الدَّاعيَة ألاَّ ييأسَ من هدَايَة المَدعُوِّين، وَقَبُولهم
للنَّصيحة ولَوْ بَعْد حينٍ، كَمَا قَالَ تَعَالَى فِي قصَّة أصْحَاب السَّبت: ﴿وَإِذۡ قَالَتۡ أُمَّةٞ
مِّنۡهُمۡ لِمَ تَعِظُونَ قَوۡمًا ٱللَّهُ مُهۡلِكُهُمۡ أَوۡ مُعَذِّبُهُمۡ عَذَابٗا شَدِيدٗاۖ قَالُواْ مَعۡذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمۡ وَلَعَلَّهُمۡ يَتَّقُونَ﴾ [الأعراف: 164]،
فَالدَّاعيةُ إِلَى اللَّه إِذَا صبر، لا بُدَّ أن يَحْصُل لهُ أَحدُ الأمْرَين:
إمَّا هدَايةُ المدعُوِّ، وإمَّا بَرَاءةُ ذمَّته من الكِتْمَان والسُّكُوت عَلَى
البَاطل، مرَّةً اسْتَأذن مَلَكُ الجبَال رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم فِي
أنْ يُطْبقَ الأخْشَبين عَلَى أعدائِهِ الَّذين آذَوهُ وتَمرَّدُوا عَلَى دعوتِهِ،
قَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «بَلْ أَسْتَأْنِي بِهِمْ لَعَلَّ اللَّه
يُخْرجُ مِنْ أَصْلاَبِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا» ([1]).
هَذَا، وأَسْألُ اللَّهَ سُبْحانهُ أنْ يُوفِّقنا جَميعًا للعِلْمِ
النَّافع، والعَمَل الصَّالح، وَالدَّعوة إِلَى سبيلِهِ عَلَى بَصِيرَةٍ، وَصلَّى
اللَّهُ وسلَّم عَلَى نَبيِّنا مُحمَّدٍ وآلِهِ وصَحْبه أجْمَعين.
****
([1])أخرجه: الفاكهي في أخبار مكة رقم (2624).
الصفحة 5 / 325
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد