الإنسان دُون نَظَرٍ إِلَى ما هُوَ الإنسانُ؟
وما هيَ حُقُوقُهُ الَّتي يجبُ احْتِرَامُها وحِفْظُها عندهُم؟
إنَّ الإنسانَ فِي عُرْف هَؤُلاَء هُو الإنْسَانُ الكافرُ والمُجْرمُ
والمُفْسدُ فِي الأَرْض، فهُمْ يُريدُون حفظَهُ من إقَامَة شَرْع اللَّه عَلَيْه،
ويُريدُون إطلاقَ سَرَاحه فِي البَغْي والعُدْوان، وانْتهَاك حُقُوق الإنْسَان
الكَريم عَلَى اللَّه، هَذَا ما يُريدُون وما يَفْعلُون، وأمَّا المُسلمُ فإنَّهُ
مُتطرِّفٌ ومُتشدِّدٌ، لا حُقُوقَ لهُ عِنْدهُم ﴿يُرِيدُونَ لِيُطۡفُِٔواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَٱللَّهُ
مُتِمُّ نُورِهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَٰفِرُونَ﴾ [الصَّف: 8]، فَالوَاجبُ عَلَى المُسْلِمِين أَنْ يَتَمسَّكُوا بدِينِهم،
ويُطبِّقُوا شَريعَة ربِّهم، ولا يَلْتفتُوا إِلَى شِنْشِنَة أعْدَائهم فهُمْ ﴿وَلَا يَخَافُونَ لَوۡمَةَ
لَآئِمٖۚ﴾ [المائدة: 54]، ﴿فَلَا
تَخَافُوهُمۡ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ﴾ [آل عمران: 175]، ﴿فَٱصۡبِرۡ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞۖ وَلَا يَسۡتَخِفَّنَّكَ
ٱلَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ﴾ [الرُّوم: 60].
وَفَّق اللَّهُ المُسْلِمِين للعمل بكتابِهِ، وتَحْكيم شَرْعه، ورَزَقهم
القُوَّة فِي إِيمَانِهِم، والثَّبات عَلَى دِينِهم، وَصلَّى اللَّهُ وسلَّم عَلَى
نبيِّنا مُحمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وصحبِهِ.
****
الصفحة 4 / 325
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد