الحَضَر والسَّفر، وأَوْجَب قتالَ البُغَاة
الَّذين يخرُجُون عن طَاعَة وليِّ الأَمْر حمايةً لجَمْع الكَلمَة، وَاسْتتبَاب
الأَمْن فِي المُجْتمع، ومن خلاَل اسْتعرَاض هَذِهِ الحُقُوق وَحمايَتها نجد أنَّ
الإِسْلاَم هُو الَّذي كَفَل حُقُوق الأفْرَاد والجَمَاعات، ولَمْ تَحْمِهَا
أنظمةُ الدُّول الكَافرة الَّتي تدَّعي الدِّيمُقراطيَّة، وَحمايَة حُقُوق
الإنسان، وَهي تُهْدر حقَّ اللَّه وحقَّ رسُولِهِ بالكُفْر والشِّرْك، وتُهْدر
حُقُوقَ الشُّعُوب المُسْلمة، فتقتُلُها بالجُمْلة وتُشرِّدها من دِيَارها
وأَمْوَالها، وتُغيِّر إقَامَة شَرْع اللَّه بمُعَاقبة المُجْرمين والمُفْسدين،
فتَمنَع إقَامَة الحُدُود، وتَعْتبرها انتهاكًا لحُقُوق الإنسان، فَكأنَّ الإنسانَ
الَّذي تَحْمي حُقُوقَهُ فِي عُرْف هَذِهِ الدُّول الكَافرَة هُوَ المُجْرمُ
المُفْسدُ الظَّالمُ، وأمَّا المُسلمُ والمظلُوم والمُعتدَى عَلَيْه فلَيْس
بإنسانٍ يستحقُّ الدِّفاع عن حُقُوقه، إنَّها الفِطَرُ المَنْكُوسة، والأَفْكَار
المُنْحرفة الَّتي تَرَى الحقَّ باطلاً، والباطلَ حقًّا: ﴿أَفَمَن زُيِّنَ لَهُۥ
سُوٓءُ عَمَلِهِۦ فَرَءَاهُ حَسَنٗاۖ فَإِنَّ ٱللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَآءُ
وَيَهۡدِي مَن يَشَآءُۖ﴾ [فاطر: 8].
إنَّ الإنسانَ المُحْترم عندَ اللَّه وعندَ المُؤمنين هُو القَائمُ بحقِّ
اللَّه وحُقُوق عبادِهِ، المُتجنِّبُ للإِثْمِ والعُدْوان عَلَى النَّاس، وأمَّا
المُجْرمُ والمُفْسد فِي الأرض والمُنْحرف عن عبَادَة اللَّه، فقَدْ جَنَى عَلَى
إنسانيَّته، وَصَار أحطَّ من البَهَائم، قَالَ تَعَالَى: ﴿لَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ فِيٓ أَحۡسَنِ تَقۡوِيمٖ ٤ ثُمَّ رَدَدۡنَٰهُ أَسۡفَلَ سَٰفِلِينَ ٥ إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَلَهُمۡ
أَجۡرٌ غَيۡرُ مَمۡنُونٖ ٦﴾ [التِّين: 4- 6].
وقَالَ تَعَالَى: ﴿أَمۡ تَحۡسَبُ أَنَّ أَكۡثَرَهُمۡ يَسۡمَعُونَ أَوۡ يَعۡقِلُونَۚ إِنۡ
هُمۡ إِلَّا كَٱلۡأَنۡعَٰمِ بَلۡ هُمۡ أَضَلُّ سَبِيلًا﴾ [الفُرقان: 44].
وَالواجبُ عَلَى المُسْلِمِين ألاَّ يَلْتفتُوا إِلَى ما تُروِّجُهُ هَذِهِ
الدِّعايات المُغْرضة من هَذِهِ الدُّول الكَافرة، من ادِّعاءٍ لحِفْظِ وحمَاية
حُقُوق