لا عبرة بمن خالف من
غير دليل
الحَمْدُ للَّه، والصَّلاة والسَّلام عَلَى نبيِّنا مُحمَّدٍ وآلِهِ
وصَحْبه وبَعْد:
اطَّلعتُ عَلَى ما كَتَبهُ الأُسْتاذ: فَريد عبد الحَفيظ مياجان فِي جَريدة الوَطن المَنْشُور فِي 3/ 4/
1422هـ، فِي ردِّه عَلَى مَنْ أنكر الاحتفالَ بمُنَاسبة المولد النَّبويِّ
وَغَيْره من الاحْتفَالات المُبْتدعة، وَاعْتَمدَ الكَاتبُ المَذْكُورُ فِي رَدِّه
عَلَى وُجُود مُخَالفةٍ من بَعْض الكُتَّاب، وَعَلَى سَبيل المثال مَقالَة
للأُسْتاذ أحمد مُحمَّد جمال، ونقُولُ لهَذَا الكَاتب:
أوَّلاً: الإجْمَاعُ مُنْعقدٌ فِي الصَّدر الأوَّل «وهُو عهدُ القُرُون
المُفضَّلة» عَلَى تَرْك هَذِهِ الاحْتفَالات؛ وإنَّما ابتدعَتْ بعد مُضيِّ
المِائَةِ الرَّابعة كَمَا ذكر ذَلِكَ شيخُ الإِسْلاَم ابْنُ تَيْمية رحمه الله،
فهَلْ باسْتطَاعة هَذَا الكَاتب أنْ يَأْتينا بقَوْلٍ أوْ فَتْوى عن أَحَدٍ من
أَهْل القُرُون المُفضَّلة بجَوَاز هَذَا الاحْتفَال وأَمْثاله؟ ولمَاذَا تركُوهُ
وهُمْ أَحْرَص النَّاس عَلَى الخير، والنَّصَارى حَوْلهُم يُقيمُونهُ لميلاَد عيسى
عليه السلام ؟! ما تركُوهُ إلاَّ لأنَّهُ غَيْر مَشْرُوعٍ، ومَنْ أَحْدَثهُ فَهُو
مُبْتدعٌ، وكُلُّ بِدْعةٍ ضَلالةٌ.
ثانيًا: إِذَا حَصَل اختلافٌ فِي مَسْألةٍ ما، فالعِبْرةُ بالقَوْل الَّذي
يقُومُ عَلَيْه الدَّليلُ من الكتَاب والسُّنَّة، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي
شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ
بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ وَأَحۡسَنُ تَأۡوِيلًا﴾ [النِّساء: 59].
والدَّليلُ إنَّما هُو مع مَنْ أَنْكرَ هَذِهِ الاحْتفالاَت، مثل قَوْله صلى الله عليه وسلم: «وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([1])،
الصفحة 1 / 325