×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثاني

أليسَ اللَّهُ جل وعلا قَدْ قَالَ لنسَاء نبيِّه وَهنَّ قُدْوة نسَاء المُؤمِنِين: ﴿وَقَرۡنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجۡنَ تَبَرُّجَ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِ ٱلۡأُولَىٰۖ [الأحزابُ: 33]، وقَدْ قَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «وَالمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا» ([1]).

وَممَّا هُو مُشَاهدٌ وملمُوسٌ: أنَّ تولِّي المَرْأة للأعْمَال الَّتي تُحوجُها إِلَى تَعْطيل أعْمَال بيتها قَدْ عرَّض الكثيرَ من النِّساء إِلَى الكَسَاد والعُنُوسة، وَعَدم رَغْبة الخُطَّاب فيها؛ لأنَّ الرَّجُلَ يُريدُ زوجةً يسكُنُ إلَيْها، لا زوجةً يسكُنُ مَعَها فَقَط، وَتعرُّض المُتزوِّجات مِنْهُنَّ إِلَى الطَّلاق، وَفَقْد الأزْوَاج، وتَعرُّض الكَثير منهُنَّ إِلَى تَرْك الحِشْمَةِ والوَقَار، وَجعلهُنَّ مُسْتَرجلاَتٍ مَمْقُوتَاتٍ، فَاتَّقوا اللَّهَ يَا مَنْ تَدْعُون إِلَى الفِتْنَةِ، وَلاَ تَكُونُوا من ﴿ٱلَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ كُفۡرٗا وَأَحَلُّواْ قَوۡمَهُمۡ دَارَ ٱلۡبَوَارِ [إبراهيم: 28]، فقَدْ قَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ» ([2])، وقَالَ: «وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا» ([3]).

وقَالَ تَعَالَى: ﴿ٱلرِّجَالُ قَوَّٰمُونَ عَلَى ٱلنِّسَآءِ بِمَا فَضَّلَ ٱللَّهُ بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖ وَبِمَآ أَنفَقُواْ مِنۡ أَمۡوَٰلِهِمۡۚ [النِّساء: 34].

فَتولِّيها لأَعْمَال الرِّجال لا يَجُوزُ شرعًا وَعقلاً، وَعَمَلُها اللاَّئقُ بها هُوَ عَملُها فِي البَيْت، وهُوَ عَملٌ يَسْتغرقُ وَقتَها، ويَسْتنفذ طَاقَتها، وإِذَا احْتَاجت المرأةُ إِلَى العَمل خارجَ بَيْتها، فلا بأسَ بذَلِكَ بشُرُوطٍ وَضوابطَ نُلخِّصُها فيما يلي:

1- ألاَّ يَتَعارضَ هَذَا العملُ مع حِشْمَتها وعِفَّتها وسِتْرها وحِجَابها.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (893)، ومسلم رقم (1829).

([2])أخرجه: البخاري رقم (5096)، ومسلم رقم (2740).

([3])أخرجه: البخاري رقم (5186)، ومسلم رقم (1468).