×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثاني

تنبيهٌ عَلَى بُطلان نشرة عُقُوبة تارك الصَّلاة

الحَمْدُ للَّه ربِّ العَالَمين، والصَّلاة والسَّلام عَلَى رَسُول اللَّه نَبيِّنا مُحمَّدٍ وآلِهِ وصَحْبه وَمَن اتَّبع هُدَاهُ، أمَّا بَعْدُ:

فَقَد اطَّلعتُ عَلَى خَبَرٍ فِي بَعْض الصُّحُف يذكُرُ حَادثةً وَقَعتْ فِي بَقيع الغَرْقد بالمدينة النَّبويَّة فِي شهر صفر عام 1420هـ، عُنوانُها: عُقُوبة تَارك الصَّلاة.

وتَحْت العُنْوان صُورة جِنَازةٍ مُلتفٌّ عَلَيْها ثُعْبانٌ كبيرٌ كاشرٌ عن أنيابه، وقَدْ ذكرت الصَّحيفةُ أنَّها سألت أحدَ طَلَبة العلم، فأيَّد صحَّة وُقُوع هَذِهِ الحَادثَة، وقَالَ: إنَّ لها نظائرَ، وقَالَ: إنَّ ذَلِكَ مصداقٌ لمَا أخْبَر به النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم من أنَّ هَذَا الثُّعبانَ يُسمَّى: الشُّجاعَ الأقرعَ الَّذي يقُومُ بتَعْذيب تَارك الصَّلاة فِي قَبْره من بَعْد وفاتِهِ إِلَى يوم القيامَة، ثُمَّ بعد ذَلِكَ يخلُدُ فِي جهنَّم أبَدَ الآبدين.

وَمُروِّجُو هَذِهِ الصُّورة يُريدُون الزَّجرَ عن التَّهاوُن بالصَّلاة بزَعْمهم، وأقُولُ لهَؤُلاَء الَّذين يَسْتعملُون مثلَ هَذِهِ الطَّريقة من الدَّعوة إِلَى اللَّه:

أوَّلاً: يَكْفي فِي عُقُوبَة تَارك الصَّلاة ما جَاءَ فِي القُرآن العَظيم، والسُّنَّة النَّبويَّة الصَّحيحَة، فَفي ذَلِكَ غُنْيةٌ عن تَرْويج مِثْلِ هَذِهِ الصُّورة، قَالَ تَعَالَى: ﴿۞فَخَلَفَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ خَلۡفٌ أَضَاعُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَٱتَّبَعُواْ ٱلشَّهَوَٰتِۖ فَسَوۡفَ يَلۡقَوۡنَ غَيًّا ٥٩ إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَأُوْلَٰٓئِكَ يَدۡخُلُونَ ٱلۡجَنَّةَ وَلَا يُظۡلَمُونَ شَيۡ‍ٔٗا الآية [مريم: 59، 60].

وقَالَ تَعَالَى: ﴿فَوَيۡلٞ لِّلۡمُصَلِّينَ ٤ ٱلَّذِينَ هُمۡ عَن صَلَاتِهِمۡ سَاهُونَ [الماعُون: 4، 5].


الشرح