وأَخْبَر تَعَالَى عن أهل النَّار أنَّهُم إِذَا سُئلُوا: ﴿مَا سَلَكَكُمۡ فِي سَقَرَ
٤٢ قَالُواْ لَمۡ نَكُ مِنَ ٱلۡمُصَلِّينَ﴾ [المدثر: 42، 43].
وفِي الحَدِيثِ: «بَيْنَ العَبْد وَبَيْنَ الْكُفْرِ تَرْك الصَّلاَة»
([1]).
وَحَديث: «الْعَهْدَ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلاَةُ، فَمَنْ
تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ» ([2])، إِلَى غَيْر ذَلِكَ من الأَحَاديث، ومَنْ لم تُؤثِّر فيه هَذِهِ
النُّصُوص، فلَنْ يَتأثَّر بهَذِهِ الصُّورة وأمْثَالها ممَّا لا تُعْلمُ
صحَّتُهُ.
فَيَجبُ عَلَى الوُعَّاظ والدُّعاة والمُرْشدين أن يُذكِّرُوا النَّاسَ بما
جَاءَ فِي الكتَاب والسُّنَّة، وَفِي ذَلِكَ الكفايةُ لمَنْ وَفَّقه اللَّهُ
للهدَاية، قَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكۡرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُۥ قَلۡبٌ أَوۡ أَلۡقَى
ٱلسَّمۡعَ وَهُوَ شَهِيدٞ﴾ [ق: 37]، ﴿فَذَكِّرۡ
بِٱلۡقُرۡءَانِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ﴾ [ق: 45].
ثَانيًا: هَذِهِ الصُّورةُ صُورةُ
ثُعْبانٍ حيٍّ، وتَصْويرُ ذَوَات الأرْوَاح كبيرةٌ من كَبَائر الذُّنُوب، فهَلْ
يجُوزُ اتِّخاذُهُ وَسيلةً من وَسَائل الدَّعوة، وتَرْويجه بَيْن النَّاس.
ثالثًا: جَاءَ فِي تَعْليق الجَريدة
المذكُورة قَوْلها عن ذَلِكَ المَيِّت: إنَّهُ انتقلَ إِلَى الرَّفيق الأَعْلى،
وَتاركُ الصَّلاة مُتعمِّدًا كافرٌ لا يَنْتقلُ إِلَى الرَّفيق الأعْلَى، وإنَّما
يَنْتقلُ إِلَى سِجِّينٍ فِي أسْفَل سَافِلِين مع نَظَائره من الكَافرينَ، فهَذَا
تعبيرٌ سيِّئٌ لا يصلُحُ من الجَريدَة.
رابعًا: جَاءَ فِي الخَبَر عن هَذَا الميِّت المُضيِّع للصَّلاة، والَّذي كَانَ من عُقُوبته ما كَانَ أنَّهُ دُفِنَ فِي البقيع مع المُسْلِمِين، مع أنَّ الكافرَ لا يُدْفنُ فِي مَقَابر المُسْلِمِين بعدما كَانَ من أَمْره ما كَانَ.
([1])أخرجه: مسلم رقم (82).