خَامسًا: الحَديثُ الَّذي أَشَار
إلَيْه طَالبُ العِلْمِ الَّذي سألتهُ الجَريدةُ حيثُ قَالَ: هَذَا الأمرُ
مِصْدَاقٌ لمَا أخبر به النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم من أنَّ هَذَا الثُّعبانَ
يُسمَّى: الشُّجاعَ الأقرعَ الَّذي يقُومُ بتَعْذيب تَارك الصَّلاة، يُريدُ
الحديثَ الَّذي فيه: «مَنْ تَهَاون بالصَّلاة، عَاقَبه اللَّهُ بخمسَ عشرةَ
عُقُوبةً»... إلخ. وهَذَا الحديثُ كذبٌ عَلَى رسُول اللَّه صلى الله عليه
وسلم.
قَالَ سَماحةُ الشَّيخ عبد العَزيز بْن بازٍ رحمه الله فِي «مَجْمُوع
فَتَاوى ومَقَالات مُتنوِّعةٍ»، الجُزءُ العاشرُ، صفحة (277) ما نصُّهُ: «هَذَا الحَديثُ
مكذُوبٌ عَلَى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، لا أَسَاس لهُ من الصِّحَّة، كَمَا
بَيَّن ذَلِكَ الحَافظ الذَّهبيُّ رحمه الله فِي «الميزَان»، وَالحَافظُ ابن حَجرٍ
فِي «لسان الميزان»، فيَنْبغي لمَنْ وَجَد هَذِهِ الوَرَقة «يَعْني المنشُور فيها
هَذَا الحَديث» أن يُحْرقها، ويُنبِّه مَنْ وَجَده يُوزِّعها دفاعًا عن النَّبيِّ
صلى الله عليه وسلم من كَذِبِ الكَاذبين».اهـ.
وأقُولُ: يجبُ عَلَى العُلَماء
التَّصدِّي لمثل هَذِهِ النَّشرات الَّتي تَشْتملُ عَلَى مِثْلِ هَذَا الكَذب
بالاسْتنكَار والتَّكذيب، وَيَجبُ عَلَى وُلاَة أُمُور المُسْلِمِين - وَفَّقهُم
اللَّهُ - رَدْع مَنْ يُروِّج مثل هَذِهِ النَّشرات المُضلِّلة حتَّى يُصَان
الحَديثُ عن كَذِبِ الكَذَّابين، وتُصانُ عَقيدةُ المُسْلِمِين عن دَجَل
الخُرَافيِّين والكَذَّابين، وَفَّق اللَّهُ الجَميعَ للعِلْمِ النَّافع، وَالعَمَل
الصَّالح، وصلَّى اللَّهُ وسلَّم عَلَى نبيِّنا مُحمَّدٍ وآلِهِ وصحبِهِ أجْمَعين.
****
الصفحة 3 / 325