×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثاني

محبة الرسول صلى الله عليه وسلم والاقتداء به لا يؤخذان من مناسبة معينة

الحَمْدُ للَّه وَحْده، وَالصَّلاة والسَّلام عَلَى مَنْ لا نبيَّ بَعْده، نبيِّنا مُحمَّدٍ وآلِهِ وصحبِهِ، وبَعْد:

فقَدْ قَرأتُ فِي جَريدَة المَدينة فِي يوم 12 ربيع الأوَّل مقالاً للكَاتب خَالد عبد الرَّحمن المعين تَحْت عُنوان: فَلْنعلِّمْ أبْناءَنا حُبَّ رسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم. وَجاء فِي المَقَال: وَلْنتَّخذ من ذِكْرَى مولدِهِ صلى الله عليه وسلم فُرْصةً للتَّذكُّر والاعْتبَار، واتِّخاذ القُدْوة، وَجَاء فِيهِ: وَلْنتَّخذ من ذِكْرَى مولدِهِ صلى الله عليه وسلم فُرْصةً لتَعْليم أطْفَالنا مَحبَّته صلى الله عليه وسلم، والاقْتدَاء به.

وَأَقُولُ لهَذَا الكَاتب ولغَيْره:

أوَّلاً: إنَّ محبَّة اللَّه سبحانه وتعالى هِيَ الأَساسُ، وَمَحبَّة الرَّسُول صلى الله عليه وسلم تَابعةٌ لَهَا، وفَرعٌ عَلَيْها، فلمَاذَا نُركِّزُ عَلَى الفَرْع فَقَط، ونَتْرُكُ الأَسَاسَ، إنَّهُ يَجبُ عَلَيْها تَحْقيقُ الأَسَاس أوَّلاً.

ثَانيًا: لمَاذَا نَقْصُرُ فُرْصة التَّذكُّر والاعْتبَار، واتِّخاذ القُدْوة بالرَّسُول صلى الله عليه وسلم، وَتعلُّم مَحبَّته عَلَى مُنَاسبة مُبْتدعة ما أَنْزلَ اللَّهُ بها من سُلْطانٍ، وقَدْ أمرنَا بالتَّذكُّر والاعْتبَار والاقْتدَاء به صلى الله عليه وسلم مُطْلقًا فِي كُلِّ وقتٍ. إنَّ التَّعلُّق بالمُنَاسبات المُبْتدعة، وتَكْرار إحْيَائها، لا يُولِّدُ إلاَّ شرًّا؛ لأنَّ البدعَةَ لا تُنتجُ إلاَّ شرًّا ووبالاً، وقَدْ قَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَشَرُّ الأُْمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وكُلَّ مُحْدَثةٍ بدعةٌ، وكُلَّ بِدْعةٍ ضَلالةٌ، وكُلَّ ضَلاَلةٍ فِي النَّار» ([1]).


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (867).