×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثاني

 واتِّباع المَذْهب الحَنْبليِّ أو غَيْره من المَذَاهب الأَرْبَعة لا يَتَعارضُ مَعَ السَّلفيَّة، كَمَا نسبَ الرِّفاعيُّ إِلَى عُلَماء نَجْد أنَّهُم يَرَوْنهُ مُخالفًا للسَّلفيَّة، بَلْ هُوَ عينُ السَّلفيَّة وعُلَماء نَجْد حَنَابلة، يدرُسُون المذهبَ الحنبليَّ، ويُفْتون ويَقْضُون به فيمَا لَمْ يُخَالف الدَّليلَ، فهُمْ حَنَابلةٌ سَلفيُّون، وكُلُّ مَن اتَّبع الدَّليلَ، واتَّبعَ سُنَّة الرَّسُول صلى الله عليه وسلم فَهُو سَلفيٌّ، سواءٌ كَانَ حنبليًّا أَوْ غَيْر حنبليٍّ، وَلمَّا سُئِلَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم عَن الفِرْقَة النَّاجية: مَنْ هُمْ؟ قَالَ: «هُمْ مَنْ كَانَ عَلَى مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي» ([1]).

13- وَكَذلك من العَجَائب ما اسْتَنكرهُ الرِّفاعيُّ من تَعْليقات الشَّيخ ابْن بَازٍ رحمه الله عَلَى كتَاب: «فَتْح البَاري»!

وأقُولُ: هَذَا لا نَكارَةَ فيه، فَمَا زَال العُلَماءُ يُعلِّقُون عَلَى الكُتُب، ويُبيِّنُون الحقَّ للنَّاس من الخطإِ، سَواءٌ كَانَ الخطأ فِي «فَتْح البَاري» أوْ فِي غَيْره، فلَيْس هُنَاك كتابٌ مَعْصُومٌ من الخطأ إلاَّ كتَاب اللَّه، وسُنَّة رسُولِهِ صلى الله عليه وسلم، وأسُوقُ خَبَرًا إِلَى الرِّفاعيِّ وغَيْره، وَهُو: أنَّ حَاشيَة الشَّيخ ابْن بازٍ عَلَى «فَتْح الباري» قَدْ يسَّرَ اللَّه إكمالَهَا إِلَى آخِرِ الكتَاب عَلَى يَد بَعْض المَشَايخ من تَلاَمذة الشَّيخ ابْن بَازٍ، وستَظْهرُ قريبًا -إنْ شاءَ اللَّه- كاملةً.

وَأمَّا القِسْمُ الثَّانِي ممَّا يَتضمَّنُهُ ما يُسمَّى بالنَّصيحة، فَهُو كَذبٌ وبُهْتانٌ، والجَوابُ عنهُ أنْ نَقُول كَمَا قال سبحانه وتعالى: ﴿سُبۡحَٰنَكَ هَٰذَا بُهۡتَٰنٌ عَظِيمٞ [النُّور: 16]، وَذَلكَ مثلَ قَوْله:

1- إنَّ عُلَماء نَجْد يُكفِّرُون المُسْلِمِين، وَيتَّهمُونهُم بالشِّرْك.


الشرح

([1])أخرجه: الترمذي رقم (2641).