×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثاني

وقَوْلُهُ: إنَّ الدُّنيا والآخرَة من جُود النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وإنَّ ما كَتَبهُ القلمُ فِي اللَّوْح المَحْفُوظ هُو بَعْض عِلْمِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم.. إِلَى غَيْر ذَلِكَ من الكُفْريَّات والشِّركيَّات الَّتي جرَّهُ إلَيْها الغُلُوُّ، والكتَابَة عَلَى الجُدْران لاَ سيَّما فِي المَسَاجد لَيْست من هَدْي الإِسْلاَم ولَوْ خَلتْ من الشِّرْك؛ فَما بالُكَ إِذَا اشْتَملتْ عَلَى الشِّرْك؟ وهَلْ كتَابتُها عَلَى الجُدْران ونَحْوها إلاَّ إعلانٌ للشِّرْك الصَّريح، ودَعْوة إلَيْه، فالوَاجبُ مَنْعُ كتَابَتها وأمْثَالها، ومَنْع تَداوُلهَا، وإتْلاَف المَكْتُوب مِنْهَا.

11- وَممَّا عَابهُ عَلَيْهم: فَصْلُ النِّساء عن الرِّجال فِي المَسْجد الحَرَام والمَسْجد النَّبويِّ وفي غَيْرهما منَ المَسَاجد.

وأقُولُ: هَذَا المَنْعُ واجبٌ؛ عملاً بسُنَّة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم حيثُ كَانَت النِّساءُ تَقفُ فِي عَهْده صلى الله عليه وسلم فِي الصَّلاة خَلْف صُفُوف الرِّجال؛ ولأَجْل صِيَانَتهنَّ وصيَانَة الرِّجَال من الفِتْنَةِ والافْتتَان بِهِنَّ، فَمَاذا عَلَى عُلَماء نَجْد فِي ذَلِكَ؟ هَلْ يُريدُ الرِّفاعيُّ اخْتلاَط النِّساء بالرِّجال، وانْتشَار الفتنَة، وشُيُوع الفَاحشَة؟ أو مَاذا يُريدُ؟! ألَمْ يَكْفه ما وَصَلتْ إلَيْه المُجْتمعاتُ منَ انْحدَارٍ وانْسلاَخٍ بسَبَب اخْتلاَط النِّساء بالرِّجال؟!

12- قَالَ: إنَّ عُلَماء نَجْد يترُكُون المذهبَ الحَنْبليَّ ويُنْكرُون اتِّباع المَذَاهب الأَرْبعة ادِّعاءً للسَّلفيَّة.

وأقُولُ: هَذَا كَذبٌ عَلَيْهم؛ لأنَّهُم لَمْ يَتْرُكُوا المَذْهبَ الحَنْبليَّ، وإنَّما يَعْملُون بمَا قَامَ عَلَيْه الدَّليلُ منهُ، وَمن غَيْره من المَذَاهب الأَرْبَعة، ولا يُقلِّدُون تَقْليدًا أعْمَى، وهَذَا ما أَوْصَى به الأئمَّةُ الأربعةُ وغَيْرهم كَمَا هُو معلُومٌ من كَلاَمهم.


الشرح