﴿وَمَا نَقَمُواْ
مِنۡهُمۡ إِلَّآ أَن يُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَمِيدِ ٨ ٱلَّذِي لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ
كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ﴾ [البروج: 8، 9]، وليُسَامحني القَارئُ الكريمُ إنْ وَجَد فِي كَلاَمي
هَذَا قسوةً، فإنَّ كَلاَم هَؤُلاَء أقْسَى، وَالبَادئُ أَظْلمُ، واللَّهُ
حَسْبُنا ونِعْمَ الوَكيلُ.
وإنَّ ممَّا يشرحُ الصَّدْر، ويُريحُ القلبَ، ما أَجَاب به صَاحبُ
السُّمُوِّ الملكيِّ وَزيرُ الدَّاخليَّة - حَفظهُ اللَّهُ - لوَاحدٍ من هَؤُلاَء
حينَ اقْتَرح هَذَا الشَّخصُ إلْغَاء هَيْئة الأَمْر بالمَعْرُوف والنَّهي عن
المُنْكر، فأَجَابهُ - حفظهُ اللَّهُ - بأنَّ الأَمْرَ بالمَعْرُوف والنَّهي عَن
المُنْكر سيَبْقى فِي هَذِهِ البلاَد ما بَقِيَ فيها الإِسْلاَم.
وقَدْ سُدِّد - حفظهُ اللَّهُ - ووُفِّق فِي هَذَا الجَواب الحَاسم، فَإنَّ
هَذِهِ الدَّولةَ قَامَتْ عَلَى الإِسْلاَم وأُسُسه، وَمنها الأَمْرُ بالمَعْرُوف،
والنَّهي عَن المُنْكر، ولا بَقَاء لهَذِهِ الدَّولة إلاَّ ببَقَاء الأَسَاس
الَّذي قَامَتْ عَلَيْه.
اللَّهُمَّ احْفَظ عَلَينا دينَنا وأَمْنَنا واسْتقرَارنا فِي دِيَارِنَا،
ولاَ تُسلِّطْ عَلَينا بذُنُوبنا مَنْ لا يَخافُك ولا يَرْحمُنا، وَقِنَا شرَّ
الفِتَنِ ما ظَهرَ منها وما بَطَن، واحْفَظ وُلاَة أُمُورنا، ووَفِّقْهُم لمَا فيه
صَلاَحهُم وَصَلاح الإِسْلاَم والمُسْلِمِين، اللَّهُمَّ مَنْ أرَادَنا وأَرَاد
الإِسْلاَمَ والمُسْلِمِين بسُوءٍ، فأَشْغلهُ بنَفْسه، وَارْدُد كَيْدَه فِي
نَحْره، إنَّك عَلَى كُلِّ شيءٍ قَديرٌ، وَصلَّى اللَّهُ وسلَّم عَلَى نبيِّنا
مُحمَّدٍ وآلِهِ وصحبِهِ.
صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة
للإفتاء
****
الصفحة 4 / 325