ويقُولُ الآخرُ:
أرَى أَلْفَ بانٍ لا تقُومُ لهادمٍ *** فكَيْف ببانٍ خلفهُ ألفُ هادمِ
وإِذَا لم تَرُدَّ الأُمُورُ إِلَى أَهْل العِلْمِ الرَّاسخين، وأَهْل
الرَّأي الحَصيف من العُقَلاء، ضَاعَت الأُمُورُ، وَاخْتَلطت المَعاييرُ، كَمَا
قَالَ الشَّاعرُ:
لا يصلحُ النَّاس فَوْضى لا سُرَاة لَهُم *** ولا سُرَاة إِذَا جُهَّالهم
سَادُوا
واللَّهُ تَعَالَى يقُولُ: ﴿وَإِذَا جَآءَهُمۡ أَمۡرٞ مِّنَ ٱلۡأَمۡنِ أَوِ ٱلۡخَوۡفِ أَذَاعُواْ
بِهِۦۖ وَلَوۡ رَدُّوهُ إِلَى ٱلرَّسُولِ وَإِلَىٰٓ أُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنۡهُمۡ
لَعَلِمَهُ ٱلَّذِينَ يَسۡتَنۢبِطُونَهُۥ مِنۡهُمۡۗ وَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ
عَلَيۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ لَٱتَّبَعۡتُمُ ٱلشَّيۡطَٰنَ إِلَّا قَلِيلٗا﴾ [النِّساء: 83].
فَالوَاجبُ ألاَّ يَتدخَّل فِي القَضَايا العَامَّة، وَحلِّ المُشْكلات
المُعْضلة إلاَّ أَهْل العِلْمِ وَسَاسة الأُمَّة، ولا تتدخَّلُ فِي ذَلِكَ الرُّوَيْبضة
والرَّعَاع وأَصْحاب الأهْوَاء والنَّزعات.
نَسْأل اللَّهَ أن يُوفِّق عُلَماءنا ووُلاة أُمُورنا لمَا فيه الخيرُ
والصَّلاحُ، وأن يَجْعلَهُم هُداةً مُهْتدين، وأنْ يُصْلح بِطَانتهُم ويُبْعد
عَنهُم بِطَانة السُّوء والمُفْسدينَ، وأنْ يُصْلح وُلاَة أُمُور المُسْلِمِين فِي
كُلِّ مَكَانٍ، وصلَّى اللَّه وَسلَّم عَلَى نَبيِّنا مُحمَّدٍ وآلِهِ وصَحْبه.
كتبه
صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
في 11/7/1424هـ
****
الصفحة 3 / 325
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد