×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثاني

السياحة وما عليها من ملحوظات

الحمدُ للَّه رَبِّ العَالَمين، والصَّلاة والسَّلام عَلَى نبيِّنا مُحمَّدٍ وآلِهِ وصَحْبه، وبَعْد:

فقَدْ مَنَّ اللَّه عَلَى هَذِهِ البلاَد بمِنَنٍ عَظِيمةٍ، حيثُ جَعَلها مَهْبط الوَحْي، ومَبْعث الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، وَجَعل فيها قِبْلةَ المُسْلِمِين، وَمَشَاعر حَجِّهم وعُمْرتهم؛ وَجَعلها تَحْت ولاَيةٍ مُسْلمةٍ تَحْكُمُ فيها بشَرْع اللَّه، وطَهَّرها من مَظَاهر الكُفْر والوَثنيَّة، ولذَلكَ يَجبُ عَلَى أَهْلها أَنْ يُقدِّرُوا هَذِهِ النِّعمَ حقَّ قَدْرها، ويشكُرُوها حقَّ شُكْرها، ويَعْلمُوا أنَّهُم مَحطُّ أنْظَار العَالَم، وأنَّهُم القُدْوةُ للمُسْلِمِين فِي كُلِّ مكانٍ، وقَدْ أَوْجَب اللَّهُ عَلَيْهم الدَّعوةَ إِلَى سبيلِهِ والأَمْر بالمَعْرُوف والنَّهي عن المُنْكر.

قَالَ تَعَالَى: ﴿كُنتُمۡ خَيۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ تَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَتَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِۗ [آل عمران: 110].

وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَلۡتَكُن مِّنكُمۡ أُمَّةٞ يَدۡعُونَ إِلَى ٱلۡخَيۡرِ وَيَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ [آل عمران: 104]، وهَذَا وإنْ كَانَ خطابًا من اللَّه لجَميع المُسْلِمِين فِي أيِّ مَكَانٍ إلاَّ أنَّ المُسْلِمِين فِي هَذِهِ البلاد لَهُم الأَولويَّةُ فيه؛ لأنَّهُم فِي أَرْض مَهْبط الوَحْي، ومَنْبع الرِّسالة، وجيرَان البَيْت العَتيق، وَجيرَان مَسْجد الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، وقَدْ تَوعَّد اللَّه مَنْ لَمْ يشكُر نعمتَهُ بالعَذَاب الشَّديد، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَإِذۡ تَأَذَّنَ رَبُّكُمۡ لَئِن شَكَرۡتُمۡ لَأَزِيدَنَّكُمۡۖ وَلَئِن كَفَرۡتُمۡ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٞ [إبراهيم: 7].

وقَالَ تَعَالَى: ﴿وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلٗا قَرۡيَةٗ كَانَتۡ ءَامِنَةٗ مُّطۡمَئِنَّةٗ يَأۡتِيهَا رِزۡقُهَا رَغَدٗا مِّن كُلِّ مَكَانٖ فَكَفَرَتۡ بِأَنۡعُمِ ٱللَّهِ فَأَذَٰقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلۡجُوعِ وَٱلۡخَوۡفِ بِمَا كَانُواْ يَصۡنَعُونَ [النَّحل: 112].


الشرح