×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثاني

وَقَالَ تَعَالَى: ﴿سَحَرُوٓاْ أَعۡيُنَ ٱلنَّاسِ وَٱسۡتَرۡهَبُوهُمۡ وَجَآءُو بِسِحۡرٍ عَظِيمٖ [الأعراف: 116].

إنَّ هَذَا الدَّجَّال لَوْ طَعنت عينَهُ بدبُّوسٍ صغيرٍ لانْفقَأتْ، والسَّيَّارة لا يجُرُّها إلاَّ سيَّارةٌ مثلها، أَوْ قُوَّة تُعَادلُها، ولَوْ سَاخَت سيَّارتُهُ فِي الرَّمل أو الطِّين ما اسْتطَاع أن يجُرَّها بشَعْره؛ لأنَّها لا تُجَرُّ إلاَّ بأَمْراس الحَديد، وَلَكن العَجَب ممَّن يُصدِّقُون أمثالَ هَذِهِ التُّرَّهات، ويُعْجبُون بها، ويَزْعُمُون أنَّها من أعْمَال الفنِّ والمَهَارة فَيُغَالطُون العُقُولَ، إنْ كانت لهُمْ عُقُولٌ.

ونَحْنُ نقُولُ: اللَّهُمَّ إنَّ هَذَا مُنْكرٌ، ونحنُ لهُ مُنْكرُون، وَيجبُ عَلَى وُلاَة الأُمُور - أعزَّهُم اللَّه بطاعتِهِ - أن يَمْنعُوا هَذِهِ المُنْكرات من المَصَايف وغَيْرها؛ مُحَافظةً عَلَى كَرَامة البلاَد، وَتَنْزيهًا للمَصَاريف فِي بلاَد الحَرَمين ممَّا يُسْخطُ اللَّه، ويُشوِّهُ سُمْعة البلاَد، وَيُثير غَيْرة الغَيُورينَ من المُؤْمنين، وأعْدَاء هَذِهِ البلاَد يَتَربَّصُون بها الدَّوائرَ، ويَفْرحُون بمِثْلِ هَذِهِ الفُرص ليَنالُوا من هَذِهِ البلاَد وأَهْلها، فالواجبُ الانْتبَاه لهَذِهِ الأُمُور، وَسدُّ الطَّريق عَلَى المُغْرضين وأعْدَاء الدِّين الَّذين يُريدُون هلاَك العبَاد والبلاَد.

ولاَ حَوْل ولا قُوَّة إلاَّ باللَّه، وهُوَ حَسْبنا ونِعْمَ الوكيل، وصلَّى اللَّهُ وسلَّم عَلَى نبيِّنا مُحمَّدٍ وآلِهِ وصحبِهِ...

كتبه

صالح بن فوزان الفوزان

عضو هيئة كبار العلماء

****


الشرح