يُدْخلهُمْ في الإِسْلاَم، ولَمْ يَعْصم
دمَاءَهُم وأمْوَالَهم، ولا يُنْجيهم من النَّار يَوْم القيَامة لمَّا لَمْ
يَعْترفُوا بتَوْحيد الأُلُوهيَّة الَّذي هُوَ إفرادُ اللَّه بالعبَادَة وتَرْك
عبَادَة ما سِوَى اللَّه من الأصْنَام والأحْجَار والأَشْجَار والقُبُور
والأَوْلياء وَالصَّالحين.
قَالَ تَعَالَى: ﴿وَلَئِن
سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُۚ﴾ [الزُّمر: 38]، ﴿وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ
خَلَقَهُمۡ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُۖ﴾ [الزُّخرف: 87]، ﴿قُلۡ مَن رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ ٱلسَّبۡعِ وَرَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡعَظِيمِ
٨٦ سَيَقُولُونَ
لِلَّهِۚ قُلۡ أَفَلَا تَتَّقُونَ﴾ [المُؤمنون: 86، 87].
وَالآياتُ فِي هَذَا كَثيرةٌ تدُلُّ عَلَى أنَّ الاقْتصَار عَلَى الإقْرَار
بتَوْحيد الرُّبُوبيَّة دُونَ الإقْرَار بتَوْحيد الأُلُوهيَّة لاَ يَصيرُ به
العَبْدُ مُسْلمًا، ولاَ يَزُولُ به الحَاجزُ بَيْن المُسْلم وغَيْره، قَالَ
تَعَالَى:﴿قُلۡ
يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ تَعَالَوۡاْ إِلَىٰ كَلِمَةٖ سَوَآءِۢ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمۡ أَلَّا نَعۡبُدَ إِلَّا ٱللَّهَ
وَلَا نُشۡرِكَ بِهِۦ شَيۡٔٗا وَلَا يَتَّخِذَ بَعۡضُنَا بَعۡضًا أَرۡبَابٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِۚ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَقُولُواْ ٱشۡهَدُواْ
بِأَنَّا مُسۡلِمُونَ﴾ [آل عمران: 64]، وقَالَ تَعَالَى: ﴿وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَعَمِلُواْ
ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَيَسۡتَخۡلِفَنَّهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ كَمَا ٱسۡتَخۡلَفَ ٱلَّذِينَ
مِن قَبۡلِهِمۡ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمۡ دِينَهُمُ ٱلَّذِي ٱرۡتَضَىٰ لَهُمۡ
وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعۡدِ خَوۡفِهِمۡ أَمۡنٗاۚ يَعۡبُدُونَنِي لَا يُشۡرِكُونَ بِي شَيۡٔٗاۚ وَمَن كَفَرَ بَعۡدَ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ﴾ [النُّور: 55].
هَذَا هُوَ التَّوحيدُ المطلُوبُ الَّذي تزُولُ به الحَواجزُ، وتَتَّحد به
الأُمَّة، ويُحقِّق اللَّهُ به الأَمْنَ وَالاسْتقرَار، وَهُو عبَادةُ اللَّه
وَحْدَه لا شَريكَ لهُ، أمَّا تَوْحيدُ الرُّبُوبيَّة فلَمْ يَنْفع إبْليس حينَ
قَالَ: ﴿رَبِّ
بِمَآ أَغۡوَيۡتَنِي﴾ [الحجر: 39]، ولَمْ يَنْفع أبَا جهلٍ وأبَا لهبٍ وغَيْرهما من المُشْركين،
قَالَ تَعَالَى: ﴿وَقَٰتِلُوهُمۡ
حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتۡنَةٞ وَيَكُونَ ٱلدِّينُ كُلُّهُۥ لِلَّهِۚ فَإِنِ