×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثاني

 ذلك قولٌ على اللَّهِ وعلى رسُولِه بغيرِ عِلْمٍ أو بهوًى، والعلماءُ - وللَّهِ الحمْدُ - قد بيَّنوا هَذَا ووضَعُوا ضَوابِطَهُ قَديمًا وحَدِيثًا في كتبِ العقائِدِ وفي كُتُب ِالتَّفسيرِ وشرح الحَديث وكتُبِ الفِقْهِ، والواجب أن يُقرَّرَ ويُدرَّسَ هَذَا الحُكمُ الشَّرعيُّ بضوابطِه للطُّلاَّبِ في المدارسِ وحِلَقِ العلمِ بدلاً من تدريسِهم اللُّغة الإنجليزيَّة والتَّربية الغربيَّة، وأن يتولَّى تدريسَ ذلك علماءٌ أتقياءٌ معتدِلُون ناصِحُون حتَّى يُقْضَى على هَذِهِ الظَّاهرةِ المخيفَةِ، وأن يُبْعَدَ المدرِّسُون الَّذين ينشرون هَذِهِ الظَّاهرَةَ الَّتي انتشرت بين الطُّلاَّبِ، وهي ظاهرةُ الانقسامِ والحزبيَّات والتَّراشُقِ بالكلامِ والتُّهم لأهلِ العلمِ إلاَّ من يوافقُ أهواءهم، وكذلك يُقْضَى على الظَّاهِرَةِ المنتشرَةِ في الفضائيَّات والشَّبكاتِ العنكبوتيَّة والصُّحف والمجلاَّت من وصفِ المتمسِّكين بالدِّين بالغُلاةِ والمتشدِّدين والمتطرِّفين، حتَّى وصل الأمرُ إِلَى وصف الأئمَّة المُصلِحِينَ - كشيخِ الإسلامِ ابنِ تيمية وشيخ الإسلام محمَّد بن عبد الوهَّابِ - بالغُلوِّ والتَّطرُّف. وإن لم يُبَادَرْ باجْتِثَاثِ هَذِهِ الظَّاهرة من وسائلِ الإعلامِ بسرعةٍ فسوف يكون لها عواقبُ وخيمةٌ، ولا حولَ ولا قوَّةً إلاَّ باللَّهِ.

نسألُ اللَّهَ أن يُصْلِحَ شأنَ الإسلامِ والمسلمين، وصلَّى اللَّهُ وسلَّم على نبيِّنا مُحمَّدٍ وآله وصحبِه أجمعين.

كتبَهُ:

صالحُ بن فوزان الفوزان

عضو هيئةِ كبارِ العلماءِ

في 10/ 11/ 1424 هـ

****


الشرح