مناهِجُنا
الدِّراسيَّة لا تُعلِّم التَّكفيرَ والإرهابَ
ردُّ اتِّهاماتٍ
وتَصحيحُ مَفاهِيم
الحمدُ للَّه، والصَّلاة والسَّلام على نبيِّنا مُحمَّدٍ وعلى آله
وأصحابِهِ، ومن تمسَّكَ بسنُّتِه واهتَدى بِهُدَاه. وبعد:
فقد عوَّدنا الأستاذُ عبدُ اللَّهِ أبو السَّمح -هداه اللَّه- أن ينشرَ
مقالاتٍ قصيرةً تنفُثُ سُمومًا وتنشُر حِقْدًا على أهْلِ الخيرِ، واتِّهامًا لهم
بالغُلُوِّ والتَّشدُّد ممَّا هُم منه بريئُون كُلَّ البراءَةِ. فأهْلُ الخَيرِ
دائمًا يحمِلُونَ النَّصيحَةَ ومحبَّةَ الخيرِ لإخوانِهِم، وإنْ قُدِّرَ أنَّ
أحدًا يتسمَّى بالخيرِ ويصدُرُ منه خلافه فهو لَيسَ منهم. وقد غابَ عن أبي السَّمح
-هداه اللَّه- قولُ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَقُولُ
لأَِخِيهِ: يَا كَافِرُ، يَا فَاسِقُ، يَا عَدُوَّ اللهِ، يَا خَبِيثُ، وَهُو
لَيْسَ كَذَلِكَ إلاَّ حَارَ عَلَيْهِ» ([1]) يعني: رجع إليه إثمُ ما قال.
وآخرُ ما قرَأْتُه لأبي السَّمحِ ما نشَرَه في جريدَةِ عكاظٍ العدَد
(13611) في يومِ الثُّلاثاء 8/ 10/ 1424 هـ. تحْتَ عنوانٍ: «المَطْلُوبُ أوَّلاً»
وجاءَ فيه قولُهُ: «لا بدَّ لنا من إزالةِ كُلِّ ما اختلطَ في مناهجِ التَّعليمِ
من فِكْرِ التَّكفيرِ والمعادَاةِ وتَقْرِيب العَالمِ والمجتمع الإنسانِيِّ إِلَى
قلوبِ وعُقولِ النَّاشئةِ».
وأقولُ: إنَّني أتحدَّى الأستاذَ أبا السَّمح أن يُبْرِزَ لنا ما في مناهِجِنَا الدِّراسيَّة من فِكْرِ التَّكفيرِ، إلاَّ إن كانَ يقْصِدُ أنْ لا يُحْكَمَ على أحدٍ بالكُفرِ مهما فعَلَ ومَهمَا اعتقدَ من الشِّرْكِ والكُفرِ والإلحادِ، فاللَّهُ سُبْحَانَهُ هو الَّذي حَكَم على هَؤُلاءِ بالكُفْرِ وأعدَّ لهم النَّارَ، كمَا هو واضِحٌ في
الصفحة 1 / 325