×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثاني

 كتابِ اللَّهِ وسُنَّةِ رسولِهِ وإجماع المُسْلِمِينَ: أنَّ من عَبدَ غيرَ اللَّهِ أو كفرَ باللَّهِ ورسولِهِ أو ارتكبَ ناقضًا من نواقضِ الإسلامِ فهُو كافرٌ مخلَّدٌ في النَّارِ إذا لم يتُبْ قَبلَ مَوتِهِ. قَالَ تَعَالَى: ﴿وَمَن يَرۡتَدِدۡ مِنكُمۡ عَن دِينِهِۦ فَيَمُتۡ وَهُوَ كَافِرٞ فَأُوْلَٰٓئِكَ حَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ [البقرة: 217].

وطالبَ الأستاذُ أبو السَّمحِ في مقالِهِ هَذَا بتقريبِ العالمِ والمجتمعِ الإنسانيِّ إِلَى قُلوبِ وعُقُولِ النَّاشئةِ، وإعادة تَأهِيلِ المعلِّمين بإسلامِ المحبَّة والمُبادَأةِ بالتَّحيَّة والمعروفِ.

وأقول: هل يُرِيدُ الأستاذُ منَّا أن نُحِبَّ الكفَّارَ واللَّهُ تعالى نَهَانا عن ذلكَ فقَالَ: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمۡ أَوۡلِيَآءَ تُلۡقُونَ إِلَيۡهِم بِٱلۡمَوَدَّةِ وَقَدۡ كَفَرُواْ بِمَا جَآءَكُم مِّنَ ٱلۡحَقِّ [الممتحنة: 1]. وقَالَ تَعَالَى: ﴿لَّا تَجِدُ قَوۡمٗا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ يُوَآدُّونَ مَنۡ حَآدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَوۡ كَانُوٓاْ ءَابَآءَهُمۡ أَوۡ أَبۡنَآءَهُمۡ أَوۡ إِخۡوَٰنَهُمۡ أَوۡ عَشِيرَتَهُمۡۚ أُوْلَٰٓئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلۡإِيمَٰنَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٖ مِّنۡهُۖ [المجادلة: 22]. وقَالَ تَعَالَى: ﴿۞يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلنَّصَٰرَىٰٓ أَوۡلِيَآءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ [المائدة: 51]. والآياتُ في هَذَا المعنى كَثِيرةٌ. لكنْ مع وُجوبِ بُغْضِنا لهم نَهَانا اللَّهُ أن نعتَدِيَ عليهم أو نظْلِمَهم وأمرَنَا بالعَدْلِ فيهم. فقَالَ تعالى: ﴿وَلَا يَجۡرِمَنَّكُمۡ شَنَ‍َٔانُ قَوۡمٍ أَن صَدُّوكُمۡ عَنِ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ أَن تَعۡتَدُواْۘ [المائدة: 2]. وقَالَ تَعَالَى: ﴿وَلَا يَجۡرِمَنَّكُمۡ شَنَ‍َٔانُ قَوۡمٍ عَلَى أَلَّا تَعۡدِلُواْ ٱعۡدِلُواْ هُوَ أَقۡرَبُ لِلتَّقۡوَىٰۖ [المائدة: 8]. وأمرَنَا ببِرِّ من أحسَنَ إلينا منهم فلَمْ يُقَاتِلْنا ولم يُخْرِجْنَا من ديارِنَا فقالَ سُبْحَانَهُ: ﴿لَّا يَنۡهَىٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمۡ يُقَٰتِلُوكُمۡ فِي ٱلدِّينِ وَلَمۡ يُخۡرِجُوكُم مِّن دِيَٰرِكُمۡ أَن تَبَرُّوهُمۡ وَتُقۡسِطُوٓاْ إِلَيۡهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِينَ [الممتحنة: 8] وأمرَنَا بالوفاءِ بالعُهُودِ معهم ما وفَّوا معنَا


الشرح