كتابِ اللَّهِ وسُنَّةِ رسولِهِ وإجماع
المُسْلِمِينَ: أنَّ من عَبدَ غيرَ اللَّهِ أو كفرَ باللَّهِ ورسولِهِ أو ارتكبَ
ناقضًا من نواقضِ الإسلامِ فهُو كافرٌ مخلَّدٌ في النَّارِ إذا لم يتُبْ قَبلَ
مَوتِهِ. قَالَ تَعَالَى: ﴿وَمَن يَرۡتَدِدۡ مِنكُمۡ عَن دِينِهِۦ فَيَمُتۡ وَهُوَ كَافِرٞ
فَأُوْلَٰٓئِكَ حَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۖ
وَأُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ﴾ [البقرة: 217].
وطالبَ الأستاذُ أبو السَّمحِ في مقالِهِ هَذَا بتقريبِ العالمِ والمجتمعِ
الإنسانيِّ إِلَى قُلوبِ وعُقُولِ النَّاشئةِ، وإعادة تَأهِيلِ المعلِّمين بإسلامِ
المحبَّة والمُبادَأةِ بالتَّحيَّة والمعروفِ.
وأقول: هل يُرِيدُ الأستاذُ منَّا
أن نُحِبَّ الكفَّارَ واللَّهُ تعالى نَهَانا عن ذلكَ فقَالَ: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمۡ أَوۡلِيَآءَ تُلۡقُونَ
إِلَيۡهِم بِٱلۡمَوَدَّةِ وَقَدۡ كَفَرُواْ بِمَا جَآءَكُم مِّنَ ٱلۡحَقِّ﴾ [الممتحنة: 1]. وقَالَ
تَعَالَى: ﴿لَّا
تَجِدُ قَوۡمٗا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ يُوَآدُّونَ مَنۡ
حَآدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَوۡ كَانُوٓاْ ءَابَآءَهُمۡ أَوۡ أَبۡنَآءَهُمۡ
أَوۡ إِخۡوَٰنَهُمۡ أَوۡ عَشِيرَتَهُمۡۚ أُوْلَٰٓئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ
ٱلۡإِيمَٰنَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٖ مِّنۡهُۖ﴾ [المجادلة: 22]. وقَالَ تَعَالَى: ﴿۞يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلنَّصَٰرَىٰٓ أَوۡلِيَآءَۘ بَعۡضُهُمۡ
أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا
يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾ [المائدة: 51]. والآياتُ في هَذَا المعنى كَثِيرةٌ. لكنْ مع وُجوبِ
بُغْضِنا لهم نَهَانا اللَّهُ أن نعتَدِيَ عليهم أو نظْلِمَهم وأمرَنَا بالعَدْلِ
فيهم. فقَالَ تعالى: ﴿وَلَا
يَجۡرِمَنَّكُمۡ شَنََٔانُ قَوۡمٍ أَن صَدُّوكُمۡ عَنِ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ
أَن تَعۡتَدُواْۘ﴾ [المائدة: 2]. وقَالَ تَعَالَى: ﴿وَلَا يَجۡرِمَنَّكُمۡ شَنََٔانُ قَوۡمٍ عَلَى أَلَّا تَعۡدِلُواْ ٱعۡدِلُواْ
هُوَ أَقۡرَبُ لِلتَّقۡوَىٰۖ﴾ [المائدة: 8]. وأمرَنَا ببِرِّ من أحسَنَ إلينا منهم فلَمْ يُقَاتِلْنا
ولم يُخْرِجْنَا من ديارِنَا فقالَ سُبْحَانَهُ: ﴿لَّا يَنۡهَىٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمۡ يُقَٰتِلُوكُمۡ فِي
ٱلدِّينِ وَلَمۡ يُخۡرِجُوكُم مِّن دِيَٰرِكُمۡ أَن تَبَرُّوهُمۡ وَتُقۡسِطُوٓاْ
إِلَيۡهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِينَ﴾ [الممتحنة: 8] وأمرَنَا بالوفاءِ بالعُهُودِ معهم
ما وفَّوا معنَا