×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الثاني

 السَّمعِ والطَّاعةِ لولاَةِ أُمورِ المُسْلِمِينَ وتُحرِّمُ الخُروجَ عليهم ولو جارَوْا وظَلَمُوا. وتَأْمُر بقِتَالِ الخَارجِينَ عن طاعةِ وليِّ الأمْرِ، فمناهِجُنا الدِّراسيَّة تُحرِّمُ الإرهابَ والتَّكفيرَ بكلِّ صُورِهِمَا وأشكَالِهِما، وتَخرَّج عليها أجيالٌ مُؤْمِنةٌ، وتخرَّج منها علمَاء ثِقَاة تُقَات على منهجِ أهْلِ السُّنَّةِ والجماعَةِ، وأمَّا الشَّواذُّ الَّذين تعدَّوا حدودَ اللَّهِ وقاموا بعمليَّاتِ الإرهابِ والتَّخريبِ؛ فإنَّهم لم يتربَّوا على هَذِهِ المَناهجِ السَّليمةِ، وإنَّما تربَّوا على المناهجِ المُنحرِفة الَّتي تلقَّوها من أعدَاءِ الإسلامِ والمسلمين، وهُم قَومٌ هرَبُوا من المجتمَعِ المعتدلِ، وهرَبُوا من دُورِ التَّعليمِ، وهَرَبُوا حتَّى من المساجِدِ ومن العلماءِ، ونشئوا مُتوحِّشِينَ مع أشْكَالِهِم من مُنحَرِفِي المُجتمَعاتِ، وحقدُوا على آبائِهِم وأمَّهاتِهم وقرَابَتِهم وعلى مُجتَمَعِهم وزيَّنَ لهم شَياطِينُ الجِنِّ والإنسِ ما هم فيه كما قَالَ تَعَالَى: ﴿زُيِّنَ لَهُمۡ سُوٓءُ أَعۡمَٰلِهِمۡۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡكَٰفِرِينَ [التوبة: 37]، وهؤلاءِ ليْسُوا مَحْسُوبِينَ على أهْلِ الدِّينِ والصَّلاحِ والاستقامَةِ والاعتدالِ، ولا يحْسَبُهم منهم إلاَّ جَاهلٌ أو ضَالٌّ مُغْرِضٌ.

وأخيرًا أَدْعُو الأستاذَ أبا السَّمح إِلَى أنْ يُراجِعَ صَوابَهُ ويعتدلَ في قولِهِ وأن تكُونَ كِتَاباته بنَّاءة لا هدَّامة.

وفَّقنا اللَّهُ وإيَّاه لمعرفَةِ الحقِّ والعملِ به. وصلَّى اللَّهُ وسلَّم على نبيِّنا محمَّدٍ.

كتبه

صالِحُ بن فوزان بن عبدِ اللَّهِ الفوزان

عضْوُ هيئةِ كبَارِ العلمَاءِ

****


الشرح