×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثاني

 باليهود، إما بأنه نقض عهد الله، أو أضاع الصلاة، أو عطّل الزَّكاة، بل من الأمّة اليـوم من يتشبّه باليهود ويأخذ من صفاتهم، فـآذى الأنبياء والعلماء والصالحين. ومن هؤلاء من يعترض على آيات القرآن، وعلى سُنَّة الرسول صلى الله عليه وسلم، فهذه الأفعال كلها من أعمال أصحاب الجحيم، لذلك تجب مخالفتهم. فيجب على المسلم أن يحترم كتاب الله وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن يعظِّم شعائر الله، ويعظِّم حرمات الله، قال الله تعالى: ﴿ذَٰلِكَۖ وَمَن يُعَظِّمۡ شَعَٰٓئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقۡوَى ٱلۡقُلُوبِ [الحج: 32]، فالمسلم يعظِّم الرسول صلى الله عليه وسلم، وجميع الأنبياء والمرسلين، لكن من غير غلوّ ولا تفريط أو تساهل في حقِّهم، أو يجحد نبوة أحد منهم أو يتنقصّه ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَالَ: أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى فَقَدْ كَذَبَ»([1])؛ لأنَّ المفاضلة من باب الفخر وتنقُّص المفضول لا تجوز، أما المفاضلة من باب التحدُّث بنعمة الله عز وجل من غير تنقُّص للمفضول، فهذا لا بأس به، قال تعالى: ﴿تِلۡكَ ٱلرُّسُلُ فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖۘ مِّنۡهُم مَّن كَلَّمَ ٱللَّهُۖ وَرَفَعَ بَعۡضَهُمۡ دَرَجَٰتٖۚ وَءَاتَيۡنَا عِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ ٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَيَّدۡنَٰهُ بِرُوحِ ٱلۡقُدُسِۗ [البقرة: 253] فالله فضَّل بعض الرسل على بعض، لكن لا يجوز أن نتخـذ التفضيل من باب التنقّص، ومن هذا التنقّص أنَّ بعض الكتَّاب تنقَّص كليم الله موسى عليه السلام، ووصفه بالغلظة والشّدة، ووصفـه بأوصاف ذميمـة، فهذا من التجرؤ على رُسل الله عليهم الصلاة والسلام.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (4805).