×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثاني

ويكون فيها رِبا، فإنها باطلة لأنها قروض ربوية، وليست حسنة، ولقد أجمع أهل العلم على أنَّ كُلَّ قَرْضٍ جَرَّ نَفْعًا فهو ربا. ﴿لَأُكَفِّرَنَّ عَنۡهُمۡ سَيِّ‍َٔاتِهِمۡ وَلَأُدۡخِلَنَّهُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ [آل عمران: 195] هذا جزاء الوفاء بالعهد، ومن خان فقد ضل ﴿فَمَن كَفَرَ بَعۡدَ ذَٰلِكَ مِنكُمۡ فَقَدۡ ضَلَّ سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ [المائدة: 12]، ﴿فَقَدۡ ضَلَّ يعني: تاه عن طريق الهداية، وعدل عن السبيل المستوي المعتدل، كما قال تعالى: ﴿وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمٗا [الأنعام: 153]، فَسَواء السَّبيل: هو السَّبيل السَّوِيّ المعتدل الدالّ على الله سبحانه وتعالى. ثم بيَّن موقفهم من هذا العهد فقال: ﴿فَبِمَا نَقۡضِهِم مِّيثَٰقَهُمۡ [المائدة: 13] يعني: لـمّا لم يَفُوا بهذا الميثاق، ولم يقوموا بهذه الأعمال ﴿لَعَنَّٰهُمۡ يعني: طردناهم وأبعدناهُم عن رحمة الله عز وجل ﴿وَجَعَلۡنَا قُلُوبَهُمۡ قَٰسِيَةٗۖ هذا مِثْل الآية التي ساقها قبلها من سورة الحديد، حيث قال الله: ﴿فَقَسَتۡ قُلُوبُهُمۡۖ [الحديد: 16] أي: بسبب نَقْضهم الميثاق الذي بينهم وبين الله عز وجل عاقبهم الله فجعل القَسْوة في قلوبهم، وهذا يدلُّ على أنَّ المعاصي تُؤثر في القلوب، قال الله عز وجل: ﴿كَلَّاۖ بَلۡۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ [المطففين: 14]. فالمقصود: أنَّ الله نهى هذه الأُمَّة أن تسلك هذا الـمَسْلَك، وأمرها أن تفي بعهدِ الله سبحانه وتعالى الذي أخذه عليها، وأن تفي بالعهود التي بينهم وبين النَّاس، وأن لا تغدر ولا تخون.

وقوله: «وإنَّ قومًا مِن هذه الأُمَّة ممن يُنسبون إلى عِلْم أو دين، قد أخذوا من هذه الصِّفات بنصيب، يرى ذلك مَن لـه بصيرة...» يعني: أنَّ من هذه الأمَّة من أخذ بنصيب من هذه الصِّفات الذَّميمة وتشبَّه


الشرح