×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثاني

 محمد صلى الله عليه وسلم؛ لأنَّه لما بعث الله محمدًا صلى الله عليه وسلم وجب على جميع العالمين من أهل الكتاب وغيرهم، ومن جِنٍ وإنْس أن يؤمنوا برسالته، قال الله تعالى: ﴿قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُمۡ جَمِيعًا ٱلَّذِي لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ يُحۡيِۦ وَيُمِيتُۖ فَ‍َٔامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ ٱلنَّبِيِّ ٱلۡأُمِّيِّ ٱلَّذِي يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَكَلِمَٰتِهِۦ وَٱتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ [الأعراف: 158]، فأمـرهم الله أن يبقوا على إيمانهم بالرسل، ويضيفوا لذلك إيمانهم بمحمد صلى الله عليه وسلم، حتى يصحَّ إيمانهم ويستمر، وأما من كان مؤمنًا بالأنبياء، وأدرك محمدًا صلى الله عليه وسلم ولم يُؤمن به، فإنَّه يكون كافرًا يبطُل إيمانُه. وقوله: ﴿يُؤۡتِكُمۡ كِفۡلَيۡنِ أي: أجْـرين: أجْـر على الإيمان السابق بالرسل، وأجْر عن الإيمان اللاَّحق بمحمد: ﴿وَيَجۡعَل لَّكُمۡ نُورٗا تَمۡشُونَ بِهِۦ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ[الحديد: 28]، هذه مزايا عظيمـة لمن اتَّبع هذا الرسول صلى الله عليه وسلم مِن أهل الكتابين: اليهود والنَّصارى.

ثم قال: ﴿لِّئَلَّا يَعۡلَمَ أَهۡلُ ٱلۡكِتَٰبِ أَلَّا يَقۡدِرُونَ عَلَىٰ شَيۡءٖ مِّن فَضۡلِ ٱللَّهِ [الحديد: 29] أي: فعلنا هذا ليتحقّقوا أنهم لا يقدرون على ردِّ ما أعطاه الله هذه الأمَّة من الفضل باتّباعها لنبيِّها محمد صلى الله عليه وسلم، فإنَّ الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء، ومعلوم أنَّ اليهود قد حسدوا هذه الأمَّة على ما آتاها الله عز وجل من فضل.


الشرح