ثم هذا يجرّها إلى الوقوع في الفاحشة، فإن النظر
سهمٌ من سهام إبليس، وكذا كل معصية تجر إلى الفاحشة، كتبرُّج النِّساء، ومخالطة
النساء للرجال، والسُّفور وعدم الحجاب، وسفر المرأة وحدها، وخلوتها مع الرجل، كل
هذه وسائل للزِّنا، والشَّرع جاء بسدِّ الوسائل المفضية إلى المحاذير، فالواجب على
المسلم أن يتجنَّب الأسباب التي تؤدِّي إلى المحاذير احتياطًا لدينه، وخوفًا من
الوقوع فيما لا يحل.
وقوله: «فأما ما فيه من وصف صلاة النبي بالتخفيف...» كان النبي صلى الله عليه وسلم يوجِزُ الصَّلاة ويكمِّلها، يعني: يُخفِّفهـا مع إتمام أركانها وواجباتها ومُسْتحبَّاتِها، فهو يجمع بين المصلحتين: الرِّفق بالمأمومين، وإتمام الصلاة، ولا يُعْمِل صفة على حساب الصِّفة الثانية، فلم يخفِّف الصلاة تخفيفًا يفضي إلى عدم إتمام الصَّلاة، ولم يُطلها إطالة يُثقل بها على المأمومين، لذلك فإن جماعة من المحدثين وصفوا صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بأنها طويلة، حيث إنه يتم الركوع والسجود والقيام مراعاة للصلاة، بينما جماعةٌ أخرى وصفوها بالتخفيف، فيجمع بين الأمرين بأنه صلى الله عليه وسلم كان يخفِّف الصلاة مع إتمامها مراعاة للمأمومين.
الصفحة 5 / 417
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد