وقوله: «أنه صلى الله عليه وسلم صلّى صلاة الكسوف...» المقصود: أنه
أطال فيها القيام، وإذا أطال القيام فإنَّه يُطيل الرُّكوع والسُّجود نسبيًّا، ليس
معناه أنَّه يركع بقدر قيامه تمامًا، وإنما بقدر قيامه نسبيًّا، ويسجد بقدر ركوعه
نسبيًّا، فليس معنى هذا أنَّ ركوعه وسجوده كانا مساويين لقيامه في الامتداد، وإنما
يكون ذلك نسبيًّا، يعني: إذا قرأ سورة البقرة، فلا يعني أنَّ ركوعه يكون بقَدْرِ
سورة البقرة، هذا شيءٌ لا يطاق.
وقوله: «إنَّ ركوع صلاة الكسوف وسجودها يكون قريبًا...» يعني: أنَّ ركوع وسجود صلاة الكسوف مقاربٌ للقيام. وكذلك روى مُسْلِمٌ في «صحيحِه» ([1]) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وغيره، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يقول بعد الرَّفْع من الرُّكوع من الذِّكر، ما يُصدِّق حديثَ أَنَسٍ والبَراء.
([1])أخرجه: مسلم رقم (477).
الصفحة 8 / 417
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد