العلماء، وصارت فتنته تُسمى فِتْنة ابن الأشعث
وليس هذا محل تفصيلها. والشاهد هنا: أنَّ العلماء أنكروا على هذا الإمام أن
يصلي صلاة غير متعادلة، ورووْا أنَّ صلاة النبي صلى الله عليه وسلم كانت
متعادلة، لا يُطيل بعضها ويقصِّر بعضها.
قوله: «ما خلا القيام
والقعود قريبًا من السواء، وذلك لأنه لا شك أنَّ القيام...» المعنى: أنَّ
الصحابة وصفوا صلاته من حيث الركوع والسجود والطمأنينة في الأركان قريبًا من
السواء، فمعنى أنَّ صلاته كانت قريبًا من السواء: بمعنى أنه إذا أطال القيام يطيل
الركوع ويطيل السجود إطالة نسبية، لا أنه يخفف الركوع والسجود، ويطيل القيام فقط،
بل كان يطيل في الركوع والسجود، لكنه لا يجعله مثل طول القيام؛ لأنَّ القيام يحتاج
إلى إطالة؛ لأنه سيقرأ فيه بفاتحة الكتاب وما تيسر من القرآن بعدها، لا سيّما في
الركعتين الأوليين، فلا شك أنَّ أطول رُكْن في الصلاة هو القيام والتشُّهد
الأخير.وليس معنى أن صلاته كانت قريبًا من السَّواء أنَّ هذه الأركان متساوية
تمامًا، وإنَّما معناها أنَّها متقاربة؛ فإذا أطال القيام، أطال الركوع والسُّجود
والاعتدال والجلوس إطالةً نسبية.
وقوله: «فكل من الروايتين تصدّق الأخرى...» يعني: أنهم قالوا قريبًا من السواء ردًّا على هؤلاء الأمراء الذين لا يجعلونها قريبة من السواء، بل كانوا يطيلون القيام، ويخففون ما عداهُ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد