بها
في المغرب، وأُمُّ الفَضْل لم تكن من المهاجرات، بل هي من الـمُسْتضعَفين، كما قال
ابن عباس: كنت أنا وأُمِّي من الـمُستضعَفِين الَّذين عذرهم الله. فهذا السَّماعُ
كان متأخرًا.
***
قوله: «كان يخفف الصلاة ولا
يصلي صلاة هؤلاء...» تخفيف الصلاة بمعنى: أنه يعادل بين أفعال الصلاة
وأركانها، فيخففها من غير إخلال، ويطيلها من غير إملال، هكذا هي سنَّـتُه صلى
الله عليه وسلم، فلم يكن يخففها أو يطيلها كإطالة هؤلاء، يعني: بعض الأمراء
الذين يجهلون السُّنَّة، فيطيلون القيام ويخففون الركوع والسجود، أو العكس يطيلون
الركوع والسجود، ويخففون القيام.
وقوله: «وأنبأني أنَّ
رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، كان يقرأ في الفجر بـ ﴿قٓۚ وَٱلۡقُرۡءَانِ ٱلۡمَجِيدِ﴾ [ق: 1] ونحوِها» أي: أنَّ النبي صلى
الله عليه وسلم كان يقرأ في الفجر بـ ﴿قٓۚ وَٱلۡقُرۡءَانِ ٱلۡمَجِيدِ﴾، أو نحوها من طوال
المفصل، مثل ما قرأ بـ ﴿ٱقۡتَرَبَتِ﴾ [القمر: 1] و ﴿وَٱلنَّجۡمِ﴾ [النجم: 1] في صلاة
العيد أحيانًا، وفعله هذا يُعدّ من الاعتدال.
وقوله: «كان النبي صلى الله
عليه وسلم يقرأ الظهر بـ ﴿وَٱلَّيۡلِ إِذَا يَغۡشَىٰ﴾ [الليل: 1] » يعني: من أوساط
المفصل، فالفجر تطول فيها القراءة، فيقرأ من أطوال المفصل، أو ما يعادل طوال
المفصل، وفي المغـرب من قصار المفصل، وفي البواقي - أي: الظهر والعصر والعشاء - من
أوساط المفصل، وهذا هو الاعتدال.
وقوله: «فإنه في
الرواية الأولى جمع بين وَصْف صلاة النبي بالتخفيف...» وأنها سمعت النبي صلى
الله عليه وسلم يقرأ في الفجر بـ ﴿قٓۚ﴾ وسورة الطور مقاربة لسورة ق.