×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثاني

 بها في المغرب، وأُمُّ الفَضْل لم تكن من المهاجرات، بل هي من الـمُسْتضعَفين، كما قال ابن عباس: كنت أنا وأُمِّي من الـمُستضعَفِين الَّذين عذرهم الله. فهذا السَّماعُ كان متأخرًا.

***

 قوله: «كان يخفف الصلاة ولا يصلي صلاة هؤلاء...» تخفيف الصلاة بمعنى: أنه يعادل بين أفعال الصلاة وأركانها، فيخففها من غير إخلال، ويطيلها من غير إملال، هكذا هي سنَّـتُه صلى الله عليه وسلم، فلم يكن يخففها أو يطيلها كإطالة هؤلاء، يعني: بعض الأمراء الذين يجهلون السُّنَّة، فيطيلون القيام ويخففون الركوع والسجود، أو العكس يطيلون الركوع والسجود، ويخففون القيام.

وقوله: «وأنبأني أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، كان يقرأ في الفجر بـ ﴿قٓۚ وَٱلۡقُرۡءَانِ ٱلۡمَجِيدِ [ق: 1] ونحوِها» أي: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الفجر بـ ﴿قٓۚ وَٱلۡقُرۡءَانِ ٱلۡمَجِيدِ، أو نحوها من طوال المفصل، مثل ما قرأ بـ ﴿ٱقۡتَرَبَتِ [القمر: 1] و ﴿وَٱلنَّجۡمِ [النجم: 1] في صلاة العيد أحيانًا، وفعله هذا يُعدّ من الاعتدال.

وقوله: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ الظهر بـ ﴿وَٱلَّيۡلِ إِذَا يَغۡشَىٰ [الليل: 1] » يعني: من أوساط المفصل، فالفجر تطول فيها القراءة، فيقرأ من أطوال المفصل، أو ما يعادل طوال المفصل، وفي المغـرب من قصار المفصل، وفي البواقي - أي: الظهر والعصر والعشاء - من أوساط المفصل، وهذا هو الاعتدال.

وقوله: «فإنه في الرواية الأولى جمع بين وَصْف صلاة النبي بالتخفيف...» وأنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الفجر بـ ﴿قٓۚ وسورة الطور مقاربة لسورة ق.


الشرح