وقوله: «أن أم الفضل
سمعته يقرأ ﴿وَٱلۡمُرۡسَلَٰتِ
عُرۡفٗا﴾ [المرسلات: 1] » يعني: أنه أحيانًا يقرأ في المغرب بالمرسلات، وقد قرأ
فيها بالطور، وقرأ بالأعراف، لكن الغالب أنه كان يقرأ من قصار المفصل، وكان هذا من
آخر ما قرأ، حتى لا يقال: إنه منسوخ، حيث لم يعِشْ عليه الصلاة والسلام بعد
حجَّة الوداع إلاَّ زمنًا قليلاً.
وقوله: «فقد أخبرت أم الفضل أنَّ ذلك آخر مـا سمعته يقرأ في المغرب...» أمُّ الفضل هي أم عبد الله بن عباس وإخوانه رضي الله عنهم، وهي ليست من المهاجرات؛ لأنها حُبست في مكة هي وأولادها الصغار، فهي وأولادهـا من الـذين عذرهم الله في الهجرة بقوله: ﴿إِلَّا ٱلۡمُسۡتَضۡعَفِينَ مِنَ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَآءِ وَٱلۡوِلۡدَٰنِ لَا يَسۡتَطِيعُونَ حِيلَةٗ وَلَا يَهۡتَدُونَ سَبِيلٗا ٩٨ فَأُوْلَٰٓئِكَ عَسَى ٱللَّهُ أَن يَعۡفُوَ عَنۡهُمۡۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَفُوًّا غَفُورٗا﴾ [النساء: 98- 99]، فدلَّ هذا على أنها سمعت هذا آخر الأمر؛ لأنها لم تكن مهاجرة حتى تكون سمعته في المدينة في أول الأمر.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد