وكذلك في «الصَّحيح»
([1]) عن زيد بن ثابت:
أنَّه سمع النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بطُولَى الطُّوليين، وزيد من
صغار الصَّحابة.وكذلك صلَّى بالمؤمنين في الفجر بمكَّة، وأدركتْهُ سَعْلة عند
ذِكْر موسى وهارون.
***
قوله: «سمع النبي صلى الله
عليه وسلم يقرأ في المغرب بطولى الطوليين...» المقصود: أنَّ النبي صلى
الله عليه وسلم في الغالب في المغرب يقرأ من قصار المفصل، وأحيانًا يقرأ من
طوال المفصل، كالطور والمرسلات، وأحيانًا يقرأ بالأعراف. طولَى الطوليـين، أي:
السورتين الطويلتين وهما الأنعام والأعراف.
وقوله: «وكذلك صلى بالمؤمنين في الفجر بمكة وأدركته سعلة...» النبي عليه الصلاة والسلام صلّى الفجر عدة مرات في مكة، فمن روى أنه قرأ بالطور كما قرأ بـ ق أو قرأ بسورة المؤمنون ﴿قَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ١ ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي صَلَاتِهِمۡ خَٰشِعُونَ﴾ [المؤمنون: 1- 2]، فالغالب أنها في الفجر حيث إنه يطيلها عليه الصلاة والسلام، لكنه أدركته سعْلَة - يعني: كحَّة - عند ذكر موسى وهارون من هذه السورة، فركع عليه الصلاة والسلام، وهذا الركوع إنما هو لعارض.
([1])أخرجه: البخاري رقم (764).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد