×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثاني

وكذلك في «الصَّحيح» ([1]) عن زيد بن ثابت: أنَّه سمع النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بطُولَى الطُّوليين، وزيد من صغار الصَّحابة.وكذلك صلَّى بالمؤمنين في الفجر بمكَّة، وأدركتْهُ سَعْلة عند ذِكْر موسى وهارون.

***

 قوله: «سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بطولى الطوليين...» المقصود: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم في الغالب في المغرب يقرأ من قصار المفصل، وأحيانًا يقرأ من طوال المفصل، كالطور والمرسلات، وأحيانًا يقرأ بالأعراف. طولَى الطوليـين، أي: السورتين الطويلتين وهما الأنعام والأعراف.

وقوله: «وكذلك صلى بالمؤمنين في الفجر بمكة وأدركته سعلة...» النبي عليه الصلاة والسلام صلّى الفجر عدة مرات في مكة، فمن روى أنه قرأ بالطور كما قرأ بـ ق أو قرأ بسورة المؤمنون ﴿قَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ١ ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي صَلَاتِهِمۡ خَٰشِعُونَ [المؤمنون: 1- 2]، فالغالب أنها في الفجر حيث إنه يطيلها عليه الصلاة والسلام، لكنه أدركته سعْلَة - يعني: كحَّة - عند ذكر موسى وهارون من هذه السورة، فركع عليه الصلاة والسلام، وهذا الركوع إنما هو لعارض.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (764).