×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثاني

 - فلما بلغ ذلك النبيَّ صلى الله عليه وسلم غضِب، فقال: «أَنْتُمُ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا، أَمَا وَاللهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ، لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي» ([1]). فالخير والنجاة والسلامة باتّباع النبي صلى الله عليه وسلم، وليس كما يظن المرء ويستحسن رغبةً منه في الخير بزعمِه، فإنَّ الخير كلَّه بالاقتداء بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: ﴿لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ لِّمَن كَانَ يَرۡجُواْ ٱللَّهَ وَٱلۡيَوۡمَ ٱلۡأٓخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرٗا [الأحزاب: 21]. وهديه صلى الله عليه وسلم هو الاعتدال، فإنه يُصلِّي وينام، وكذلك يصوم ويفطر، ويتزوج النِّساء ولا يتبتَّل عليه الصلاة والسلام، فالنبي عليه الصلاة والسلام يوازن بين الحقوق، فإنَّ لله - سبحانه - حقًّا، ولبدنه حقّ، ولأهله حقّ، ولأمته حقّ، فيعطي كل ذي حقّ حقّه، هذا هو هديه صلى الله عليه وسلم في العبادات وفي التعامل مع الله جل وعلا والتعامل مع الـخَلْق وذلك بالاعتدال، والوسطيّة، والمداومة على الخير، فمن كان يرجو الله واليوم الآخر فليسلك المسلك الذي سلكه النبيُّ صلى الله عليه وسلم.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (5063)، ومسلم رقم (1401).