×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثاني

 فالمقصود: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أراد منع التوسط في إقامة الحدود بعد ثبوتها، ولهذا قال جل وعلا: ﴿وَلَا تَأۡخُذۡكُم بِهِمَا رَأۡفَةٞ فِي دِينِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۖ وَلۡيَشۡهَدۡ عَذَابَهُمَا طَآئِفَةٞ مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ [النور: 2]، فالله جل وعلا هو الحكيم الرحيم بعباده، حكيمٌ لأنه شرع لهم هذه الحدود المانعة من الوقوع في المعصية، رحيم لأنه لو لم تُقم هذه الحدود لهلكوا، ووقعوا في الجرائم، واختلَّ الأمن، وتغيَّر النِّظام، وبالتالي يستفحل الشَّر ولا يمكن القضاء عليه، فإقامة الحدود ضمانة لاستقـرار المجتمع وأمنه، لذلك ترى المسلمين يستبشرون إذا أقيم الحد، وإنما ذلك لأنَّ هذا الفعل من العدل، والعدلُ يُفرح به، ولأنَّ في إقامة الحد قطعًا لدابر المجرمين، وإشاعة للأمن واستقامة الحياة، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «حَدٌّ يُقَامُ فِي الأَْرْضِ خَيْرٌ لِلنَّاسِ مِنْ أَنْ يُمْطَرُوا ثَلاَثِينَ - أَوْ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا» ([1]).


الشرح

([1])أخرجه: أحمد رقم (8738)، وأبو يعلى رقم (6111)، وابن حبان رقم (4398).