والمؤمنـين، أما الـخُلَّة، فإنها لا تقبل الاشتراك، ولذلك لما رُزِقَ الخليل عليه الصلاة والسلام بالولد على الكِبر، وأخذ ذلك جانبًا من المحبة في قلبه ابتلاه الله، فأمره بذبحه من أجل أن يخلص الـخُلَّة لله، فأقدم على تنفيذ أمر الله عز وجل بذبح ابنه إسماعيل امتثالاً لأمره، فلما حصل المطلوب نسخ الله الأمر بذبحه وفداه بذبح عظيم، مما يدل على أنَّ الـخُلَّة لا تقبل الاشتراك، لأجل ذلك لم يتّخذ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أبا بكر خليلاً، مع أنَّه أحبّ الناس إليه، ليبقى النبي صلى الله عليه وسلم خليلاً لربه، فهذا معنى قوله: «وَإِنِّي أَبْرَأُ إِلَى اللهِ أَنْ يَكُونَ لِي مِنْكُمْ خَلِيلٌ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أَهْلِ الأَْرْضِ خَلِيلاً لاَتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلاً، وَلَكِنَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلُ اللهِ». وهذا فيه بيان فضيلة أبي بكر رضي الله عنه، حيث خصَّه صلى الله عليه وسلم بهذا الحبّ، مما يدلُّ على أنَّه أحبّ الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم على الإطلاق.
الصفحة 5 / 417
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد