فالنبي أنكر ذلك ووصف الفاعلين له بأنهم شرار
الخلق. ففي هذا الحديث من الفوائد: تحريم تعليق الصور في البيوت أو في المجالس،
فإنَّ هذا مدعاةً لعبادتها من دون الله عز وجل وديننا قـد جـاء بسدِّ الوسائل
المفضية إلى الشِّرك والبدعة والمحاذير، وهذا من أعظم المحاذير. وفيه: أنَّ مَن
فعل ذلك فهو من شرار الخلق، قال صلى الله عليه وسلم: «أُولَئِكَ شِرَارُ الْخَلْقِ
عِنْدَ اللهِ»، فمن يبني على القبور فهو من شرار الخلق، وقد جاء في الحديث
الآخر: «إِنَّ مِنْ شِرَارِ النَّاسِ مَنْ تُدْرِكُهُمُ السَّاعَةُ وَهُمْ
أَحْيَاءٌ» ([1])، والذين يبنون على
القبور هم شرار الخلق، مع أنهم الآن يدَّعون أنهم صلحاء الناس، وأنَّ فعلهم هذا
يدلّ على محبة الأولياء والصالحين ومحبة الرسول صلى الله عليه وسلم، ويزعمون أنَّ
هذا هو جماع الخير، مع أنَّه جماع الشَّر، وفاعله هو من شرِّ الناس -والعِياذ
بالله-.
منع النساء من زيارة
القبور:
قوله: «لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم زَائِرَاتِ الْقُبُورِ...» وهذه صورة أخرى تتعلق بالقبور وهي زيارة النساء لها، والنبي صلى الله عليه وسلم لعن في هذا الحديث صنفين من الناس، الصِّنف الأول: زوّارات القبور، وهنَّ النِّساء؛ فالنِّساءُ ممنوعات من زيارة القبور، لما يعتريهن من النقص والتأثر، لا سيما إذا رأت قبر عزيز عليها، فيحصل منها جزع ونياحة، ولأجل أنَّها عورة، فربما لاحقها الفسّاق في المقابر، فيحصل من جرّاء ذلك
الصفحة 1 / 417