جرائم أخلاقية وفواحش كما هو الواقع اليوم في
المقابر التي يزورها الرجال والنِّساء، ويحصل فيها اختلاط وخلوة، فإنَّ في هذه
الزيارة مفاسد كثيرة. واللَّعن يقتضي أنَّ هذا العمل كبيرة من كبائر الذنوب؛ لأنَّ
الذنب إذا رُتِّب عليه لعنة، عُلم أنه من كبائر الذنوب، فدلَّ على أن زيارة النساء
للقبور كبيرة من كبائر الذنوب، سواء كان قبرًا واحدًا أو قبورًا كثيرة، وسواء كان
قبر النبيّ صلى الله عليه وسلم وصاحبيه، أو قبور غيرهم، فإن الحديث عام، بل إنَّ
زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبيه للنساء، تكون أشد فتنة؛ لأنهنَّ
ضعيفات ويتأثّرن بالدعايات والخداع، فهنَّ أقرب إلى الفتنة، فلذلك المرأة ممنوعة
من زيارة القبور مطلقًا، سواء كانت قبورًا لأقاربها أو لغيرهم، فعلى نساء المسلمين
أن يتنبَّهن لهذا الأمر الخطير. وأمّا قوله صلى الله عليه وسلم: «نَهَيْتُكُمْ
عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا» ([1])، فهذا يخصص بحديث
لعن زوارات القبور، فيكون الرسول صلى الله عليه وسلم استثنى النِّساء في هذا
الحديث، فهذا مخصص لقوله: «زُورُوا الْقُبُورَ» بأنَّ المقصود:
الرجال فقط دون النِّساء.
الإجابة عما يستدل
به مَن يجيز للنساء زيارة القبور:
1- أمّا كون النِّساء كانت تزور القبور أول الأمر، أو ما ورد من أنّ عائشة زارت قبر أخيها، فزيارة النِّساء للقبور في أول الأمر نُسخ بقوله صلى الله عليه وسلم: «لَعَنَ اللهُ زَوَّارَاتِ الْقُبُورِ»، فهذا ناسخ لما كان من قبل.
([1])أخرجه: مسلم رقم (977).
الصفحة 2 / 417