×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثاني

 سفر لتسلِّم على الرسول صلى الله عليه وسلم سلام الزيارة، فتقول: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، كالسلام على الحي، أما من كان مقيمًا بالمدينة، أو نزل بها فترة، فلا يجوز أن يأتي كل ساعة عند القبر ويقول: أنا أريد أن أسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، فإنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيدًا» يعني: تتكرر الزيارة إليه والجلوس عنده؛ لأنَّ العيد قسمان: عيد زماني وعيد مكاني، فالمكاني هو الذي يُجتمع فيه في المناسبات الدينية، فهذا مما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأنَّه يفضي إلى الغلوّ، وإلى عبادة غير الله عز وجل. وقد ذكر الأئمة - أحمد وغيره من أصحاب المذهب - كيفية السلام المشروع على النبي صلى الله عليه وسلم كأن يقول: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، وإن زاد فقال: أشهد أنك قد بلَّغت الرسالة، وأديت الأمانة، ونصحت الأُمَّة، وجاهـدت في الله حقَّ جهاده، فجزاك الله خير ما جزى به نبيًّا عن أُمَّته، فهذا جائز؛ لأنَّه من أوصافه صلى الله عليه وسلم، وليس فيه غلوّ ولا تجاوز، وإذا أراد أن يدعو فإنه لا يدعو عند القبر؛ لأنَّه لا يجوز الدعاء عند القبور؛ لأنَّ في ذلك وسيلة إلى الشرك، فإذا أراد أن يدعو الله فالواجب عليه أن يقف في ناحية من المسجد ويستقبل القِبلة ويدعو، ولا يتوجه إلى القبر أبدًا.

جواب عن شبهة:

هناك من يقول: لماذا تنهون عن بناء المساجد على القبور، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم فيه قبره وقبر صاحبيه؟


الشرح