×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثاني

 أو طيب، فالمرأة لا تمنع من المسجد ولكن يجب عليها أن تخرج بثياب لا تلفت النظر، فضفاضة لا تصف ولا تشفّ ساترة، ودون أن تمس طيبًا. فقد جاء في الحديث: «إِذَا اسْتَعْطَرَتِ الْمَرْأَةُ فَمَرَّتْ عَلَى الْقَوْمِ لِيَجِدُوا رِيحَهَا فَهِيَ كَذَا وَكَذَا» ([1]) يعني: زانية، بمعنى أنَّ هذا نوع من أنواع الزنا، لا أنَّ المقصود بالزنا الزنا الحقيقي وهو زنا الفرج، لذلك جاء في الحديث: «إِنَّ اللهَ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَا، أَدْرَكَ ذَلِكَ لاَ مَحَالَةَ، فَزِنَا الْعَيْنِ النَّظَرُ، وَزِنَا اللِّسَانِ الْمَنْطِقُ، وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ كُلَّهُ وَيُكَذِّبُهُ» ([2]).

قوله: «أو يخرَّج هذا الحديث على الكراهة فقط...» يعني: يُـحمل على كراهة التنزيه؛ جمعًا بين الأحاديث في مسألة الحرير الذي يكون في أسفل الثوب، وكذلك في طيب المرأة عند الخروج.


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (4173)، والترمذي رقم (2786)، والنسائي رقم (5126).

([2])أخرجه: البخاري رقم (6612)، ومسلم رقم (2657).