×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثاني

 الله عز وجل: ﴿ثُمَّ أَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُۥ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ وَعَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودٗا لَّمۡ تَرَوۡهَا وَعَذَّبَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْۚ [التوبة: 26]، وأنزل السكينة على النبي وصاحبه في الغار في حالة الخوف، فقال سبحانه: ﴿فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُۥ عَلَيۡهِ وَأَيَّدَهُۥ بِجُنُودٖ لَّمۡ تَرَوۡهَا [التوبة: 40]، فعند مواقف الخوف تملأ السّكينة والطمأنينة قلب المسلم؛ لأنَّ هذا يدل على أمرين:

أولاً: انتفاء الجبن والضعف.

ثانيًا: دليل على الشجاعة والإقدام، لأن المسلم يشعر بمعيّة الله معه.

ومما يدلّ على أهمية السكينة للمسلم في شتى المواقف ما قاله النبيُّ صلى الله عليه وسلم لعليٍّ رضي الله عنه لما أعطاه الراية يوم خيبر، حيث قال له: «انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ» وفي هذا دليل على التمهّل واستعمال الرفق في السير إلى العدو، وعدم الهيجان ورفع الأصوات، فالمطلوب من المسلمين عند المواقف الصعبة وملاقاة العدو: السكينة والثبات والطمأنينة، وعدم الخوف والقلق.

قوله: «كانوا يستحبُّون خفض الصوت عند الذِّكر وعند القتال...» أي: أنَّ سمت الصحابة خفض الصوت عند ذكر الله عز وجل لأنَّ هذا يدلّ على الإخلاص من ناحية، وأيضًا يمنع التشويش إذا كان بجانبه مَن يذكر الله من ناحية أخرى، خصوصًا إذا اجتمع المسلمون في المسجد لانتظار الصلاة، فالواجب على الذي يذكر الله أو يقرأ القرآن أن


الشرح