يخفض صوته لئلا يشوِّش على المصلين، والقارئين
لكتاب الله، ولذلك خرج النبيُّ صلى الله عليه وسلم على أصحابه وهم يصلُّون صلاة
الليل متوزِّعين جماعات، وكان بعضهم يجهر بصلاته، فقال لهم النبيُّ صلى الله عليه
وسلم: «كُلُّكُمْ يُنَاجِي رَبَّهُ فَلاَ يُؤْذِيَنَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا» ([1])، ويُستفاد من هذا
أنَّ رفع الصوت عبر مكبِّرات الصوت في المساجد بتلاوة القرآن في الصلاة ممنوع؛
لأنَّه يشوّش على المصلين في داخل المسجد، ويشوّش على الناس خارجه في المساجد
الأخرى وفي البيوت.
قوله: «وكان رفع الصوت في هذه المواطن الثلاثة عادة أهل الكتاب والأعاجم...»، يلحظ من هذه أنَّ من أسباب منع رفع الصوت - إضافة لما تقدم: مشابهة أهل الكتاب؛ لأنَّ ذلك عادة لهم. ولقد ابتُلي بهذه المظاهر كثير من هذه الأُمَّة تقليدًا لغيرهم، والتقليد سرعان ما يسري في الناس، خصوصًا عند انتشار الجهل وقلة العلم، وعند ضعف الوازع الديني؛ لأنَّ الضعيف يقتدي بمن يراه أقوى منه، ويظن أنَّ هذه القوة إنما حصل عليها من خلال هذه المظاهر التافهة التي يقلِّدهم فيها بعض المسلمين.
([1])أخرجه: أبو داود رقم (1332، والحاكم رقم (1169)، والبيهقي في «الشعب» رقم (2412).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد