6- ومن
ذلك: أن لا يتكلموا بلغتنا ولا نتكلم بلغتهم، فلغتنا لغة شريفة، كيف لا وهي
لغة القرآن؟ فيهـا الوضوح والبلاغـة والجزالة، وفيها من الميزات مـا تعجز الكتب عن
إحصائه، ولذلك اختارها الله لتكون لغة لكتابه الكريم، ولغة لرسوله صلى الله عليه
وسلم، ولهذا قال الله جل وعلا في القرآن: ﴿وَإِنَّهُۥ لَذِكۡرٞ لَّكَ وَلِقَوۡمِكَۖ وَسَوۡفَ تُسَۡٔلُونَ﴾ [الزخرف: 44]، وقال
جل وعلا: ﴿نَزَلَ
بِهِ ٱلرُّوحُ ٱلۡأَمِينُ ١٩٣ عَلَىٰ
قَلۡبِكَ لِتَكُونَ مِنَ ٱلۡمُنذِرِينَ ١٩٤ بِلِسَانٍ عَرَبِيّٖ مُّبِينٖ﴾ [الشعراء: 193-
195]. فالأصل في المسلم أن لا يتكلم بغير لغته العربية إلاَّ عند الحاجة، كقراءة
بعض العلوم الغير مترجمة، أو لمخاطبة الكفار من أجل الدّعوة، فلا بأس بذلك، وقد
أمر النبيُّ صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت أن يتعلم لغة القوم من أجل أن يُترجم
له كتبهم، أما أن يستعملها المسلم من غير حاجة، كأن يتعلمها ويتكلم بها من أجل
الظهور ولفت الأنظار، أو اعتقادًا منه أنها أفضل من اللغة العربية، فهذا لا يجوز.
7- ومن ذلك:
أن لا يتكنَّوا بكنانا، فالمسلمون لهم كناهم وأسماؤهم الخاصة، وفي هذا تنبيه إلى
ما وقع فيه كثير من الناس اليوم، كأولئك الذين يسمون أولادهم بأسماء أجنبية،
ويتركون الأسماء التي كانت لهم ولآبائهم وأجدادهم تقليدًا وتشبهًا بالكفار.
8- ومن ذلك:
أيضًا أن لا يركبوا السروج، وهي ما يكون على الدواب، وإنما يركبون شيئًا خاصًّا
بهم يعرفون به، ويجعلون أرجلهم إلى جهة واحدة، خلاف المسلمين، فإنهم يفرقون أرجلهم
على الدابة.
9- ومن ذلك:
أن لا يتقلَّدوا السيوف، وهـو وضعهـا في العنق